مواد البلاستيك النانوية في مياه المحيط: تحذير من سميتها وأثرها على الحياة البحرية
منصة الذكاء الاصطناعي – متابعات
أظهرت دراسة جديدة قام بها مهندسون من جامعة نوتردام أن مواد البلاستيك النانوية الموجودة في مياه المحيط قبالة سواحل الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى خليج المكسيك، تعتبر أكثر سمية من الجزيئات البلاستيكية ذات الحجم الأكبر.
وتتمتع هذه الجزيئات البلاستيكية الصغيرة، التي تنشأ من منتجات استهلاكية مثل زجاجات المياه وتغليف المواد الغذائية والملابس، بتنوع كبير في الشكل والتركيب الكيميائي وفقًا لدراسة نشرتها مجلة Science Advances.
وأشار البروفيسور تينجغ في لوه، أستاذ هندسة الفضاء الجوي والهندسة الميكانيكية في جامعة نوتردام، إلى أن “المواد البلاستيكية النانوية قد تكون أكثر سمية من جزيئات البلاستيك الكبيرة، حيث يجعل صغر حجمها قدرتها على اختراق أنسجة الكائنات الحية أكبر”.
تم استخدام جزيئات البلاستيك النانوية التي تم تصنيعها في المختبرات سابقًا في دراسات السمية لتقييم تأثيرها على الحياة البحرية. ومن أجل فهم التأثير الفعلي لهذه المواد في المحيطات حول العالم، قرر فريق البحث بقيادة تينجغ في لوه وبالتعاون مع مختبر وي شو في جامعة تكساس إيه آند إم، البحث عن مواد بلاستيكية نانوية حقيقية في المحيطات.
ويعتقد الباحثون أن المواد البلاستيكية النانوية المكتشفة قد تكون مختلفة بشكل كبير عن تلك التي تم إنشاؤها في المختبرات، حيث تتنوع في الشكل والتركيب. وقد يؤثر هذا التنوع على دراسات السمية ونتائجها.
توصل الفريق البحثي إلى وجود تركيزات منخفضة جدًا من المواد البلاستيكية النانوية في المحيطات، واستخدموا تقنية فريدة للكشف عنها في مياه البحر. حيث قاموا بمزج عينات من مياه البحر مع جزيئات الفضة النانوية، ثمتم استخدام تقنية الطيف الكهروكيميائي للكشف عن تركيز المواد البلاستيكية النانوية. وقد تم رصد وجود مجموعة واسعة من المواد البلاستيكية النانوية في المياه البحرية، بما في ذلك البولي إيثيلين والبوليبروبيلين والبوليستايرين.
وعند دراسة تأثير هذه المواد البلاستيكية النانوية على الحياة البحرية، وجد الباحثون أنها قد تسبب تأثيراً سمياً على مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية، بما في ذلك الطحالب والأسماك والقشريات.
هذه المواد النانوية يمكن أن تؤثر على الكائنات البحرية عن طريق امتصاصها أو ابتلاعها، مما يؤدي إلى تغييرات في وظائف الأعضاء والنمو والتكاثر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتفاعل المواد البلاستيكية النانوية مع المركبات الكيميائية الأخرى في الماء، مما يزيد من خطر تسمم الكائنات البحرية.
وفي الوقت الحالي، لا توجد قيود قانونية على استخدام المواد البلاستيكية النانوية في العديد من المنتجات المستهلكة. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى ضرورة مراجعة التشريعات والتنظيمات المتعلقة بهذه المواد، وتطوير استراتيجيات لتقليل استخدامها وتأثيرها السمي على البيئة البحرية.
بالاعتماد على هذه الدراسة، يجب على الجهات المعنية والمجتمع الدولي أن يتعاونوا للعمل على تحديد المخاطر البيئية المترتبة على استخدام المواد البلاستيكية النانوية وتطوير إجراءات للحد من تأثيرها على الحياة البحرية. قد تشمل هذه الإجراءات تشديد القوانين والتشريعات البيئية، وتشجيع الابتكار في مجال البدائل البيئية للبلاستيك، وتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية.
هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي