أرشيف بوابة الذكاء الإصطناعي

مخيلة مكانية لدى الفئران: اكتشاف جديد في مجال الذكاء الاصطناعي

منصة الذكاء الاصطناعي ـ متابعات

أظهرت دراسة أجراها علماء من معهد “هوارد هيوز” الطبي في الولايات المتحدة أن الفئران تمتلك قدرة على التفكير بأشياء معينة في أماكن محددة، مما يشير إلى وجود “مخيلة مكانية” لديها. وقد تم استخدام واجهة خاصة تربط الدماغ الفأرة بالحاسوب لدراسة نشاط الحصين لديها. نتائج الدراسة تم نشرها في المجلة العلمية Science.

البشر لديهم القدرة على تخيل سيناريوهات مستقبلية، مثل القيادة في المدينة إلى نقطة معينة وتخيل المعالم والمنعطفات. وتُعد هذه القدرة أساسية لقدرتنا على التخطيط. وعلى ما يبدو، فإن الفئران أيضًا قادرة على “تخيل” الحركة. تشير الدراسة إلى أن الفئران المدربة على التنقل في بيئة افتراضية قادرة على تنشيط نفس الدوائر العصبية المرتبطة بالحركة والمكافأة، حتى عندما تكون ثابتة وغير متحركة، مما يشير إلى تصورها لمسار معين.

يعتقد الباحثون أن الخرائط الذهنية للأماكن المعينة تتم ترميزها في الحصين، وهو منطقة في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة. وعندما يتحرك الفرد، تعمل الخلايا في هذه المنطقة استنادًا إلى نماذج معينة وموقعه. وعندما يعود الفرد إلى هذه الأماكن في وقت لاحق أو يفكر في زيارتها، يتم تنشيط نفس النمط الحصيني. وتشير النتائج إلى أن الفئران أيضًا تشفر المعلومات المكانية في الحصين.

كان التحدي الأكبر في الدراسة هو تحفيز الفئران للتفكير في أشياء معينة. ولحل هذه المشكلة، قام العلماء بتطوير واجهة دماغية حاسوبية تسمح للفئران بالتنقل في الواقع الافتراضي وتقديم مكافآت حقيقية. تم تصميم بيئة افتراضية صغيرة وعرضها على شاشة تحيط بسكة مشي. وفي حالة وصول الفئران إلى كائنات افتراضية محدددة، تم تقديم مكافأة طعام حقيقية للفئران.

باستخدام هذه الواجهة الحاسوبية، تمكن الباحثون من تسجيل النشاط العصبي في الحصين أثناء تنقل الفئران في البيئة الافتراضية. وتبين أن النمط العصبي للحصين يتم تنشيطه عندما تقترب الفئران من الكائنات الافتراضية التي تم تعليمها على تجنبها. وهذا يشير إلى أن الفئران تستخدم مخيلتها المكانية لتخطيط حركتها واتخاذ قرارات مستنيرة.

من المهم أن نلاحظ أن هذه الدراسة تتعلق بالفئران، وليست بشرًا. ومع ذلك، فإنها توفر فهمًا جديدًا للذكاء الحيواني وتوسع نطاق البحوث في مجال الذكاء الاصطناعي. يمكن أن تستفيد دراسات مثل هذه من تطوير تقنيات جديدة لتعلم الآلة وتصميم أنظمة ذكاء اصطناعي قائمة على الدماغ.

فهم قدرة الحيوانات على التفكير المكاني والتخيل له مزايا واضحة في العديد من المجالات. قد يساعد هذا الفهم في تحسين تصميم الروبوتات المتحركة وتطوير أنظمة التنقيب والاستكشاف، وحتى تقديم أفضل رعاية للحيوانات في البيئات المغلقة.

مع ذلك، لا يزال هناك الكثير لنفهمه حول عملية التفكير والتخيل لدى الحيوانات وكيف يمكننا تعزيز هذه القدرات في التطبيقات العملية. تبقى الدراسات المستقبلية والأبحاث الإضافية ذات الصلة ضرورية لتوسيع معرفتنا في هذا المجال واستكشاف إمكاناته.

هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي     

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى