لأول مرة .. تجربة روسية صينية مشتركة في استخدام قمر صناعي للاتصالات الكمومية

منصة الذكاء الاصطناعي ـ متابعات

أجرت الصين وروسيا تجربة مشتركة استخدمت فيها قمرًا صناعيًا صينيًا للاتصالات الكمومية على مسافات بعيدة. أشار أليكسي فيدوروف، مدير معهد الفيزياء وهندسة الكم في جامعة هندسة الإنشاء الروسية، إلى أن استخدام التشفير الكمومي عبر الأقمار الصناعية يفتح آفاقًا جديدة لحماية البيانات الواردة من المنشآت المتواجدة على مسافات بعيدة.

جرت التجربة بين الفيزيائيين الروس والصينيين باستخدام القمر الصناعي الصيني للاتصالات الكمومية “مو تزو”، وذلك لنقل مفاتيح التشفير الكمومي على مسافة تقدر بحوالي 3800 كيلومتر وتبادل الرسائل والصور عبر قناة اتصال محمية. وتم بناء أول محطة أرضية للاتصالات الكمومية عبر الأقمار الصناعية في مدينة زفينيغورود الروسية لضمان تشغيل هذه التقنية.

أعرب أليكسي فيدوروف، مدير معهد الفيزياء وهندسة الكم في الجامعة، عن فخره بإنشاء محطة استقبال فريدة من نوعها تمكن من إقامة اتصالات مستقرة مع القمر الصناعي وفك تشفير حالات الاستقطاب للفوتونات المنفردة المُرسلة عبره. وأكد أن استخدام التشفير الكمومي للأقمار الصناعية يفتح آفاقًا جديدة لحماية البيانات الواردة من المنشآت المتواجدة على مسافات بعيدة.

وأشار فيدوروف وفريقه إلى أن أحد التحديات الرئيسية في تطبيق أنظمة الاتصالات الكمومية الحديثة يتمثل في تلاشي الضوء تدريجياً أثناء انتقاله عبر الألياف الضوئية، مما يقيد المسافة بين عقد الشبكة الكمومية عند استخدام أنظمة نقل البيانات الأرضية. ومن خلال استخدام أقمار الاتصالات الصناعية، يصبح من الممكن زيادة مسافة إرسال المعلومات الكمومية وتبادل البيانات بشكل فعال.

ويعد قمر الاتصالات الصناعي “مو تزو” الأول قمر صناعي صيني مخصص للاتصالات الكمومية. تم إطلاق القمر الصناعي في عام 2016 ويعد جزءًا من برنامج الاتصالات الكمومية الصيني. يستخدم القمر الصناعي تقنيات التشفير الكمومي لضمان أمان وسرية الاتصالات عبر المسافات البعيدة.

تعتبر التجربة المشتركة بين الصين وروسيا في استخدام قمر الاتصالات الكمومية بمثابة خطوة مهمة في تطوير هذه التقنية الحديثة. تتيح الاتصالات الكمومية إرسال المعلومات بشكل مشفر باستخدام حالات الاستقطاب للفوتونات المنفردة، مما يجعلها تقنية قوية في حماية البيانات من الاختراق والتجسس.

تتطلع الصين وروسيا إلى استخدام الاتصالات الكمومية عبر الأقمار الصناعية لتحقيق اتصالات آمنة ومستقرة في المستقبل. تعد هذه التقنية مبشرة في مجالات مثل الاتصالات الحكومية والعسكرية والمالية حيث تكون الأمان والسرية أمورًا حاسمة.

يتوقع أن يستمر العمل المشترك بين الصين وروسيا في هذا المجال، وقد تشهد التقنية المستقبلية تطورات إضافية وتطبيقات أوسع. يتوقع أن يسهم استخدام الاتصالات الكمومية عبر الأقمار الصناعية في تعزيز الأمان والخصوصية في الاتصالات العالمية وتحقيق تقدم ملموس في مجال الاتصالات الحديثة.