قوانين جديدة لمكافحة صور الاعتداء الجنسي على الأطفال المُنشأة بالذكاء الاصطناعي
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة
أعلنت الحكومة البريطانية عن أربعة قوانين جديدة لمواجهة تهديدات صور الاعتداء الجنسي على الأطفال التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي. وستجعل المملكة المتحدة أول دولة في العالم تحظر حيازة أو إنشاء أو توزيع أدوات ذكاء اصطناعي مصممة لإنتاج مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال (CSAM)، مع فرض عقوبات تصل إلى خمس سنوات سجن.
كما سيتم تجريم حيازة أدلة إرشادية تُعلم الأفراد كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لاستغلال الأطفال جنسياً، مع عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات سجن. وقالت وزيرة الداخلية، يفيت كوبر: “نعلم أن أنشطة المُعتدين المرضى عبر الإنترنت غالباً ما تؤدي إلى ارتكاب أبشع الجرائم في الواقع. لن تتردد هذه الحكومة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الأطفال عبر الإنترنت، من خلال مواكبة القوانين لأحدث التهديدات.”
تفاصيل القوانين الجديدة
تشمل القوانين الجديدة تجريم إدارة مواقع ويب تسمح للمُعتدين بمشاركة محتوى الاعتداء الجنسي على الأطفال أو تقديم نصائح حول كيفية استدراجهم، مع عقوبة تصل إلى 10 سنوات سجن. بالإضافة إلى ذلك، سيتم منح سلطات الحدود البريطانية صلاحية مطالبة الأفراد المشتبه في كونهم يشكلون خطراً جنسياً على الأطفال بفتح أجهزتهم الرقمية للتفتيش عند محاولتهم دخول المملكة المتحدة، حيث يتم تصوير الكثير من هذه المواد في الخارج.
وتتضمن صور الاعتداء الجنسي المُنشأة بالذكاء الاصطناعي صوراً يتم توليدها جزئياً أو كلياً بواسطة الحاسوب. ويمكن للبرمجيات تعديل صور حقيقية لتبدو وكأنها عارية، أو استبدال وجه طفل بآخر، مما يخلق صوراً واقعية. وفي بعض الحالات، يتم استخدام أصوات أطفال حقيقية، مما يعني إعادة إيذاء الناجين الأبرياء من الاعتداءات. كما يتم استخدام الصور المزيفة لابتزاز الأطفال وإجبار الضحايا على مزيد من الاعتداءات.
أرقام صادمة وتحديات مستمرة
وفقاً للوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA)، يتم إلقاء القبض على حوالي 800 شخص شهرياً بسبب التهديدات الموجهة للأطفال عبر الإنترنت. وتشير التقديرات إلى أن 840,000 بالغ يشكلون تهديداً للأطفال في جميع أنحاء البلاد، سواء عبر الإنترنت أو خارجها، مما يمثل 1.6% من السكان البالغين.
وأكدت كوبر أن هذه القوانين الأربعة الجديدة هي إجراءات جريئة تهدف إلى حماية الأطفال مع تطور التكنولوجيا. وأضافت: “من الضروري معالجة الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت وخارجه لتحقيق حماية أفضل للجمهور.”
انتقادات ودعوات لمزيد من الإجراءات
على الرغم من الترحيب بالقوانين الجديدة، يعتقد بعض الخبراء أن الحكومة كان يمكن أن تذهب إلى أبعد من ذلك. وقالت البروفيسور كلير ماكغلين، الخبيرة في تنظيم المواد الإباحية والعنف الجنسي والاعتداء عبر الإنترنت، إن التغييرات “مرحب بها”، لكنها أشارت إلى وجود “ثغرات كبيرة”. ودعت إلى حظر تطبيقات تعديل الصور ومعالجة “تطبيع النشاط الجنسي مع الفتيات ذوات المظهر الطفولي على مواقع المواد الإباحية الرئيسية”، واصفة هذه الفيديوهات بأنها “فيديوهات محاكاة للاعتداء الجنسي على الأطفال.”
تزايد المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي
حذرت مؤسسة مراقبة الإنترنت (IWF) من تزايد إنتاج صور الاعتداء الجنسي على الأطفال المُنشأة بالذكاء الاصطناعي، مع انتشارها المتزايد على الويب المفتوح. وأظهرت أحدث بيانات المؤسسة ارتفاعاً بنسبة 380% في تقارير مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، حيث تم تأكيد 245 تقريراً في عام 2024 مقارنة بـ 51 تقريراً في عام 2023.
وقال ديريك راي هيل، الرئيس التنفيذي المؤقت لـ IWF: “توفر هذا المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي يزيد من العنف الجنسي ضد الأطفال. إنه يشجع المُعتدين ويعرض الأطفال الحقيقيين للخطر. لا يزال هناك الكثير مما يجب فعله لمنع استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكننا نرحب بهذا الإعلان ونعتقد أن هذه الإجراءات هي نقطة بداية حيوية.”
دعوات لتطبيق فعال
رحبت لين بيري، الرئيسة التنفيذية لجمعية “بارناردو” الخيرية للأطفال، بإجراءات الحكومة لمكافحة مواد الاعتداء الجنسي المُنشأة بالذكاء الاصطناعي، والتي “تطبيع إساءة معاملة الأطفال وتعرض المزيد منهم للخطر، سواء عبر الإنترنت أو خارجها.” وأضافت: “من الضروري أن تواكب التشريعات التطورات التكنولوجية لمنع هذه الجرائم المروعة. يجب على شركات التكنولوجيا ضمان أن تكون منصاتها آمنة للأطفال، واتخاذ إجراءات لتطبيق ضمانات أقوى.”
من المقرر أن يتم تقديم هذه الإجراءات الجديدة كجزء من مشروع قانون الجريمة والشرطة عند عرضه على البرلمان في الأسابيع القليلة القادمة.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي