جهاز ذكي يزرع في الدماغ للتخلص من الوسواس القهري والصرع
منصة الذكاء الاصطناعي ـ متابعات
تمكنت الأمريكية أمبر بيرسون، بفضل عملية زراعة دماغية ثورية، من التغلب على الوسواس القهري والصرع الذين كانت تعاني منهما. كانت أمبر تعاني من عادات متكررة ومزعجة، مثل غسل يديها حتى النزيف والقلق المستمر من التلوث. وبفضل هذه العملية، أصبحت حياتها اليومية طبيعية وخالية من القلق القهري.
وتصدرت عمليات زرع الدماغ عناوين الأخبار مؤخرًا بعد إعلان إيلون ماسك أن شركته Neuralink قد زرعت شريحة في رأس مريض، والتي يأمل العلماء أن تسمح في المستقبل بالتحكم بالهواتف الذكية بواسطة التفكير فقط.
تاريخيًا، لم تكن فكرة زرع جهاز في الدماغ جديدة، حيث عرف الأطباء منذ فترة طويلة أن التحفيز الكهربائي المطبق بدقة يمكن أن يؤثر على طريقة عمل الدماغ. تم استخدام هذا التحفيز العميق للدماغ في علاج مرض باركنسون وبعض الحالات الأخرى التي تؤثر على الحركة، بما في ذلك الصرع.
عُرض على أمبر جهاز بقطر 32 ملم لعلاج نوبات الصرع المنهكة، وكان الأطباء واثقين من أنه سيكون قادرًا على اكتشاف النشاط الذي يسبب النوبات وتوصيل نبضة تتداخل معها. وفي هذا الوقت، طلبت أمبر من الأطباء إمكانية زرع جهاز آخر للتحكم في الوسواس القهري الذي تعاني منه.
أجرى الجراح الأعصاب أحمد رسلان العملية في جامعة أوريغون للصحة والعلوم في بورتلاند على الساحل الغربي للولايات المتحدة. وقال إنهم قبلوا اقتراح أمبر بسرور. على الرغم من أن هناك بعض الدراسات السابقة حول استخدام التحفيز العميق للدماغ في علاج الوسواس القهري، إلا أنه لم يتم دمجه مع علاج الصرع بشكل كامل.
عمل الأطباء مع أمبر لفهم ما يحدث في دماغها عندما تقع في حلقة الوسواس. تضمنت التجلسات التحفيز العميق تطبيق نبضات كهربائية دقيقة على مناطق محددة في الدماغ. تم استخدام خوارزميات معقدة لتحديد النبضات الصحيحة وتوقيتها بناءً على الأنشطة الدماغية الغير طبيعية المرتبطة بالوسواس القهري والصرع.
بعد العملية، لاحظت أمبر تحسنًا ملحوظًا في حالتها. لم تعد تعاني من الوسواس القهري وتوقفت نوبات الصرع لديها تمامًا. ومع مرور الوقت، أصبحت جلسات التحفيز العميق أقل تكرارًا وتحتاج إليها بشكل أقل.
على الرغم من نجاح هذه العملية في حالة أمبر، إلا أنها لا تعد العلاج القياسي للوسواس القهري والصرع حاليًا. لا يزال التحفيز العميق للدماغ قيد البحث والتطوير، ولا يعتبر علاجًا معترفًا عالميًا لهذه الحالات. إنه يعتبر اختيارًا غير تقليديًا ويتطلب تقييمًا دقيقًا للحالة وتدخلا جراحيًا.
تتطلب عمليات زرع الدماغ توجيهًا ورعاية مكثفة من قبل فريق طبي متخصص. يجب تقييم الفوائد المحتملة والمخاطر المرتبطة بالعملية بدقة قبل اتخاذ قرار بالخضوع لها. ينبغي أن يتم النظر في العديد من العوامل الشخصية والطبية قبل اتخاذ قرار بزراعة جهاز في الدماغ لعلاج حالات مثل الوسواس القهري والصرع.
هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي