الذكاء الاصطناعي يكتشف المواهب الكروية
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة
يشهد عالم كرة القدم تطوراً ثورياً بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث بات بإمكان المدربين الاعتماد على أنظمة ذكية لاكتشاف المواهب الشابة الواعدة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال الكشف عن اللاعبين.
ويُعدّ هذا التطور بمثابة “مصباح علاء الدين” في عالم كرة القدم، حيث يمكن للمدربين تحديد خصائص اللاعب المنشود، مثل قوة إرلينج هالاند أو مهارة جود بيلينجهام، ليقترح الذكاء الاصطناعي اللاعب المثالي الذي يناسب هذه المواصفات.
وتعتمد شركة “آيبول” (Eyeball) للكشف عن المواهب، والتي تتعاون مع أكثر من اثني عشر نادياً في الدوري الإنجليزي الممتاز وأندية أخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية، على نظام متطور يستخدم مقاطع الفيديو والمتابعة الآلية لرصد أداء ما يقرب من 180,000 لاعب كرة قدم، معظمهم من المراهقين، حول العالم.
باستخدام أكبر قاعدة بيانات فيديو لكرة القدم للشباب على مستوى العالم، والتي تضم لاعبين من 28 دولة، تقول الشركة إنها تستطيع تحديد اللاعبين الشباب الذين يناسبون مواصفات النجوم الحاليين أو السابقين، بناءً على ثمانية نماذج أساسية، تشمل لاعب الوسط المتكامل، والمهاجم الحديث، وصانع الألعاب، والظهير العكسي.
وتُستلهم خصائص لاعب الوسط المثالي من لاعبين عالميين مثل ستيفن جيرارد، كيفن دي بروين، دومينيك سزوبوسزلاي، فريديريكو فالفيردي، داني أولمو، وجود بيلينجهام. أما المهاجم الحديث، فيُستلهم من هالاند، روبرت ليفاندوفسكي، هاري كين، فيكتور أوسيمهن، كريم بنزيمة، ونيكولاس جاكسون.
يقول ديفيد هيكس، المؤسس المشارك للشركة: “نتوقع في المستقبل القريب أن يتم تنشيط عملية البحث هذه من خلال الأوامر الصوتية. فعلى سبيل المثال، سيتمكن الكشاف من القول ببساطة: “أرني لاعبًا يشبه ستيفن جيرارد” أو “أريد لاعب وسط متكامل يمكنه التأثير على المباراة”.
على الرغم من أن فعالية هذا الأسلوب على المدى الطويل لم تُؤكد بعد، إلا أن الشركة زودت العديد من الدول، من بينها إسبانيا وفرنسا وغانا والسنغال وساحل العاج، بالإضافة إلى دول أصغر مثل بوركينا فاسو، بتقنية الكاميرات لالتقاط بيانات دقيقة عن اللاعبين في مباريات الشباب.
وتشمل الأندية التي تستخدم هذا النظام 13 ناديًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى العديد من الأندية في إسبانيا وألمانيا وإيطاليا، وأياكس أمستردام، وأندية دوري كرة القدم الأمريكي، وحتى الجامعات الأمريكية التي تسعى لضم طلاب من أوروبا وأفريقيا.
وقد شارك المدافع الإنجليزي السابق، سول كامبل، في مشروع آخر للكشف عن المواهب باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو مشروع “تالنتس” (Talnets)، الذي يتتبع اللاعبين في جنوب أفريقيا وغانا وساحل العاج والسنغال، ويخطط أيضًا لجمع البيانات من مقدونيا الشمالية وصربيا وربما بلغاريا وكازاخستان وأوزبكستان.
يقول داركو ستانوفسكي، مؤسس الشركة: “يُعدّ الكشف عن المواهب باستخدام الذكاء الاصطناعي عملية ديمقراطية، على عكس الطرق التقليدية التي تعتمد على الذاتية والسياسة ومصالح أشخاص معينين”، خاصةً وكلاء اللاعبين.
وتقوم “آيبول” بالكشف عن مواهب اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 23 عامًا في الأندية الهواة في جميع أنحاء أوروبا باستخدام كاميرا واحدة تُغطي الملعب بالكامل. وتقوم التقنية بتتبع مسافات الجري وسرعة كل لاعب، وعدد الاندفاعات، والتسارع والتباطؤ على مسافة خمس ياردات، بالإضافة إلى بيانات أخرى مثل عدد المنعطفات الحادة بزاوية 90 درجة التي يقوم بها اللاعبون.
وقد انضم بعض اللاعبين الذين تم الكشف عنهم بهذه الطريقة إلى صفوف المحترفين، من بينهم لاعب خط الوسط الإيفواري عبد الله كانتي (18 عامًا) الذي انضم إلى نادي تروا الفرنسي، والجناح النرويجي دانييل سكارود (17 عامًا) الذي انتقل إلى أكاديمية أياكس، والمدافع أساني أودراوغو (19 عامًا) الذي انضم إلى نادي شارلوت إف سي في دوري كرة القدم الأمريكي.
لكن لن يتمكن أحد من تقييم قيمة هذا الأسلوب بشكل صحيح إلا بعد بضع سنوات، عندها فقط سيتضح ما إذا كان اللاعبون الذين تم اختيارهم بمساعدة الذكاء الاصطناعي قد حققوا النجاح.
يقول هيكس: “سنتمكن من إخبار الناس بالبيانات، والسلوك النموذجي الذي يمكننا تفسيره من الفيديو، والذي يدل على المواهب المستقبلية، بدلاً من مجرد إخبارك بما حدث في الملعب”.
كما تطرح هذه الأنظمة سؤالًا حول ما إذا كان تحليل الذكاء الاصطناعي قد يبدأ في تغيير أسلوب اللاعبين الذين نشاهدهم في المباريات الكبرى.
يقول ستانوفسكي: “لا يزال اتخاذ القرارات يتم بواسطة المدربين وكشافي المواهب الرئيسيين بناءً على فلسفة النادي، سواء كانت تعتمد على اللياقة البدنية أو غيرها. لن نشهد أي تغيير قريبًا. ومع ذلك، أعتقد أنه على المدى الطويل، سيحدث ذلك”.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي