الذكاء الاصطناعي.. سلاح جديد في معارك الانتخابات وسبل مواجهته
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة
يشهد العالم تزايدًا مُقلقًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في نشر الرسائل المُضللة والمعلومات المغلوطة، خاصةً خلال موسم الانتخابات. فقد أصبح من السهل إنتاج كميات هائلة من المحتوى المُصمم خصيصًا للتأثير على الرأي العام، باستخدام تقنيات توليد النصوص والصور المُتقدمة. وتتمثل إحدى أهم طرق استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق في إنشاء صفحات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي، مليئة بصور أشخاص وأماكن وأشياء غير حقيقية، تبدو واقعية بشكل مُذهل.
تُظهر هذه الصفحات صورًا مثالية لأشخاص عاديين، ومشاريع ومنتجات تبدو استثنائية، من طبق خضروات مُصمم على شكل وجه السيد المسيح، إلى صورة امرأة تُبلغ من العمر 103 عامًا تحتفل بعيد ميلادها، كلها صور مُزيفة مُصممة لجذب الانتباه والتفاعل. ويهدف هذا التفاعل إلى تحقيق مكاسب مالية، إما من خلال توجيه المستخدمين إلى مواقع إلكترونية مليئة بالإعلانات، أو الترويج لمنتجات وخدمات مشكوك في جودتها.
وليس هذا فحسب، بل يُمكن استخدام هذه التقنيات لتشويه صورة المرشحين السياسيين، من خلال إنشاء مقاطع فيديو أو صور مُزيفة (Deepfakes) تُظهرهم وهم يقولون أو يفعلون أشياء لم يفعلونها قط. وقد شهدنا بالفعل حالات من هذا النوع، كحالة الرجل الذي غُرّم بستة ملايين دولار أمريكي لإنشائه ونشره مقطع صوتي مُزيف للرئيس الأمريكي جو بايدن.
تُسهّل تقنيات الذكاء الاصطناعي عملية إنشاء محتوى فريد وبكميات كبيرة، مما يُعيق جهود منصات التواصل الاجتماعي في كشف هذه الرسائل المُضللة. كما أن تطور نماذج اللغات المُستخدمة في الذكاء الاصطناعي يجعل المحتوى المُولّد يبدو أكثر واقعية، مما يزيد من صعوبة اكتشافه.
ولمواجهة هذا التحدي، يُمكن اتباع عدة إجراءات، منها:
- تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر أمانًا: يجب دمج عمليات التحقق من الحقائق والمعلومات داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتدريب النماذج على بيانات عالية الجودة من مصادر موثوقة، ووضع ضوابط لمنع نشر المعلومات المُضللة.
- الرقابة والتشريعات: يُحتاج إلى سن قوانين ولوائح تُنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات والحملات السياسية، وتُحظر الممارسات التلاعبية.
- التوعية العامة: يجب زيادة وعي الجمهور بإمكانيات الذكاء الاصطناعي وحدوده، وتعزيز ثقافة الإعلام الرشيد، لتعليم الناس كيفية تمييز المعلومات المُضللة والتحقق من مصادرها.
- التعاون المشترك: يُعتبر التعاون بين مُطوري الذكاء الاصطناعي، ومسؤولي الانتخابات، ومُحققي الحقائق، والمجتمع المدني، ضروريًا لمواجهة هذا التحدي.
يُعتبر اعتماد نهج متعدد الأطراف، يُركز على التطوير المسؤول للذكاء الاصطناعي، والحوكمة القوية، ومشاركة الجمهور، وشراكات القطاعات المُختلفة، أمراً بالغ الأهمية للحد من مخاطر المعلومات المُضللة المُولدة بالذكاء الاصطناعي خلال الانتخابات.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي