أرشيف بوابة الذكاء الإصطناعي

دراسة تكشف: سيارتك جاسوس عليك

منصة الذكاء الاصطناعي – متابعات

تثير السيارات الحديثة التي تحتوي على تقنيات متطورة مخاوفًا بشأن حماية بيانات السائق والمعلومات التي تقوم بجمعها خلال الرحلات. فما مصير تلك البيانات ومن يمكنه الوصول إليها؟ تقوم هذه السيارات بتسجيل مجموعة واسعة من المعلومات، مثل السرعة واستهلاك الوقود ووزن الركاب وغيرها. وتثير هذه المسألة قلقًا متزايدًا بشأن حماية البيانات وخصوصية السائقين.

ووفقًا لدراسة أجراها مركز حماية بيانات ساكسونيا السفلى في جامعة أوسنابروك بألمانيا، تقوم البرمجيات المضمنة في السيارات الحديثة بتحليل تقنية القيادة واستخدام المقاعد والسرعة بشكل مستمر. وتعرف السيارات الحديثة أيضًا تفضيلات السائق في الموسيقى وتسجل أخطاء القيادة وموقع السيارة، مما يؤدي إلى توفر كمية هائلة من البيانات.

وفي هذا السياق، صرّح فولكر لودمان، المدير العلمي للمركز قائلاً: “من المبدأ، فإن السيارات الحديثة تعرف تقريباً كل شيء عن سائقيها”. ووفقًا لموقع تاغس شاو الألماني، قد يصل عدد أجهزة الاستشعار في تلك السيارات إلى حوالي 150 جهازًا.

وبهذه الطريقة التي يتم بها جمع البيانات، يمتلك مصنعو السيارات ثروة من المعرفة حول سلوك السائقين وتفاصيل المركبات. وتطرح التساؤلات حول ما إذا كانت السيارات يمكن أن تتحول إلى أدوات للتجسس قابلة للاستغلال لأغراض مالية.

وتشير الدراسة إلى أنه تم استخدام بعض البيانات المجموعة من السيارات في ورش الإصلاح لمراجعة أخطاء القيادة. وقد يكون جمع هذه البيانات مطلوبًا قانونيًا في بعض الحالات، مثل التحقق من الامتثال للوائح الانبعاثات والعوادم عن طريق تسجيل كمية الوقود المستهلكة.

ومنذ صيف عام 2022، أصبح من الضروري تجهيز السيارات الجديدة المسجلةبمقاطع جديدة للأجهزة الإلكترونية في الاتحاد الأوروبي تسمى “منظمة الوصول إلى البيانات المتحركة” (ADMO). وتهدف هذه المقاطع إلى ضمان حق المستهلكين في الوصول إلى البيانات التي تجمعها سياراتهم واستخدامها في تطبيقات وخدمات أخرى.

ومع ذلك، فإن هذه المبادرة لا تحظى بتأييد كامل من الشركات المصنعة للسيارات. فبحسب مسؤولي الشركات، قد تكون بعض البيانات حساسة وتتطلب مستوى عالٍ من الحماية لضمان خصوصية السائقين. ويشير البعض إلى أن تحقيق التوازن بين حق السائقين في الخصوصية واستخدام البيانات لأغراض تحسين السلامة والخدمات يمثل تحديًا.

وتتطلب قضية حماية بيانات السائق في السيارات الحديثة توفير إجراءات أمان قوية لمنع الوصول غير المصرح به إلى البيانات وحمايتها من الاختراقات الإلكترونية. يجب أن تلتزم الشركات المصنعة بمعايير الأمان العالية وتوفير خيارات للسائقين للتحكم في ما يتم جمعه ومشاركته من بيانات.

وفي النهاية، فإن توفير حماية بيانات السائق وخصوصيته يعتبر أمرًا حاسمًا في العصر الرقمي الحديث. يجب أن تعمل الشركات المصنعة للسيارات والجهات التنظيمية سويًا لتوفير إطار عمل قوي لحماية البيانات وضمان حقوق المستهلكين في الوصول إلى بياناتهم والتحكم فيها.

هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى