بريطانيا تُنشئ مختبراً للذكاء الاصطناعي لمواجهة التهديدات الأمنية
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة
أعلنت المملكة المتحدة عن إنشاء مختبر أبحاث أمن الذكاء الاصطناعي (LASR) بهدف حماية بريطانيا وحلفائها من التهديدات الناشئة في ما وصفه المسؤولون بـ “سباق التسلح في مجال الذكاء الاصطناعي”. سيحصل المختبر على تمويل حكومي أولي قدره 8.22 مليون جنيه إسترليني، ويهدف إلى جمع خبراء من القطاع الصناعي والأوساط الأكاديمية والحكومة لتقييم تأثير الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي. يأتي هذا الإعلان كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز قدرات الدفاع الإلكتروني في المملكة المتحدة.
خلال مؤتمر حلف شمال الأطلسي للدفاع الإلكتروني في قصر لانكستر، صرح وزير دوقية لانكستر قائلاً: “يحتاج الناتو إلى مواصلة التكيف مع عالم الذكاء الاصطناعي، لأنه مع تطور التكنولوجيا، تتطور التهديدات أيضاً. لقد حافظ الناتو على أهميته على مدار العقود السبعة الماضية من خلال التكيف باستمرار مع التهديدات الجديدة، متجاوزاً عوالم الانتشار النووي والقومية المتشددة، والانتقال من الحرب الباردة إلى حرب الطائرات بدون طيار”.
ورسم الوزير صورة قاتمة لمشهد الأمن الإلكتروني الحالي، قائلاً: “أصبحت الحرب الإلكترونية حقيقة يومية، حيث يتم اختبار دفاعاتنا باستمرار. يجب أن يتناسب حجم التهديد مع قوة عزيمتنا على مكافحته وحماية مواطنينا ونظمنا”.
سيعمل المختبر الجديد بنموذج “حافز”، مصمم لجذب استثمارات إضافية وتعاون من شركاء الصناعة. ومن أبرز الجهات المعنية في المختبر الجديد هي هيئة الأمن الحكومي (GCHQ)، والمركز الوطني للأمن الإلكتروني، ومختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية التابع لوزارة الدفاع، ومؤسسات أكاديمية مرموقة مثل جامعة أكسفورد وجامعة كوينز بلفاست.
وفي تحذير مباشر بشأن أنشطة روسيا، أعلن الوزير: “لا شك في أن المملكة المتحدة وغيرها من الدول هنا يراقبون روسيا. نحن نعرف بالضبط ما يفعلونه، ونقوم بمواجهة هجماتهم علناً وخلف الكواليس. لقد تعلمنا من التاريخ أن إرضاء الديكتاتوريين الذين يمارسون العدوان ضد جيرانهم لا يشجعهم فقط، بل إن بريطانيا تعلمت منذ زمن طويل أهمية الصمود في وجه مثل هذه الأعمال”.
وأكد دعمه لأوكرانيا، مضيفاً: “بوتين رجل يريد الدمار وليس السلام. إنه يحاول ردع دعمنا لأوكرانيا بتهديداته، لكنه لن ينجح”.
يأتي إنشاء المختبر الجديد في أعقاب مخاوف حديثة بشأن استخدام الجهات الفاعلة الحكومية للذكاء الاصطناعي لتعزيز التهديدات الأمنية القائمة. وقد أشار الوزير إلى محاولات كوريا الشمالية استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير البرامج الضارة وفحص نقاط الضعف، قائلاً: “في العام الماضي، رأينا الولايات المتحدة لأول مرة تدين علناً دولة لاستخدامها للذكاء الاصطناعي للمساعدة في أنشطتها الإلكترونية الخبيثة”.
سلط ستيفن دوغتي، وزير أوروبا وأمريكا الشمالية والأقاليم البريطانية في الخارج، الضوء على الطبيعة المزدوجة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: “للذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة. ولكي نضمن بقائه قوة للخير في العالم، نحتاج إلى فهم تهديداته وفرصه”.
إلى جانب مختبر LASR، أعلنت الحكومة عن مشروع جديد للاستجابة للحوادث بقيمة مليون جنيه إسترليني لتعزيز قدرات الدفاع الإلكتروني المشتركة بين الحلفاء. سيعطي المختبر الأولوية للتعاون مع دول “الخمس عيون” وحلفاء الناتو، بالبناء على قوة المملكة المتحدة التاريخية في الحوسبة، والتي تعود إلى أعمال آلان تورينج الرائدة.
وتشكل هذه المبادرة جزءاً من نهج الحكومة الشامل للأمن الإلكتروني، والذي يشمل مشروع قانون الأمن الإلكتروني والمرونة القادم، وتصنيف مراكز البيانات مؤخراً كبنية تحتية وطنية حيوية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي