شركة “OpenAI” تذهل العالم بأحدث ابتكاراتها في الذكاء الإصطناعي التوليدي
كتبت - دعاء عوني
تتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي يوماً بعد يوم، وتحقق تقدمًا سريعًا ينذر بتحول كبير في مختلف مجالات الحياة. فمع تقدم هذه التكنولوجيا، أصبحت الآلات قادرة على إنشاء محتوى واقعي لا يمكن للحظة الشك فيه، حيث تتمثل جميع عناصره في إنتاج برمجيات ذكية.
في الأيام القليلة الماضية، أذهل الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، سام ألتمان، صناعة الذكاء الاصطناعي من جديد، بكشفه عن نموذج Sora، وهو نموذج يحول النص إلى فيديو، والذي صدم الجمهور بقدراته الرائعة على إنتاج مقاطع فيديو عالية الدقة عبر الإنترنت.
يحمل نموذج Sora اسمًا مستوحياً من الكلمة اليابانية التي تعني “السماء”، ويتميز بقدرته على إنشاء مقاطع فيديو ذات مظهر واقعي تصل مدتها إلى دقيقة واحدة، استنادًا إلى المطالبات النصية. فكل ما على المستخدم فعله هو تزويد Sora برسالة نصية بسيطة توضح ما يرغب في ظهوره في الفيديو، وبعدها يقوم Sora بإنتاج المحتوى المطلوب من خلال تحويل النص المكتوب إلى فيديو.
ومن الجدير بالذكر أن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد هذا لشركة OpenAI ليس متاحًا بعد للجمهور العام، بل هو متاح فقط لعدد قليل من المبدعين والخبراء المكلفين بتقييم سلامته وفعاليته، قبل أن يتم طرحه على نطاق واسع للاستخدام العام.
وليست شركة OpenAI هي الشركة الوحيدة التي تسعى لتطوير تكنولوجيا الفيديو التوليدي، بل هناك أيضًا شركات أخرى تمتلك نماذج للذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مقاطع فيديو استنادًا إلى المطالبات النصية. فقد كشفت Meta سابقًا عن نموذج Emu Video، في حين تمتلك Google نموذج Lumiere لتحويل النص إلى فيديو.
وعلى الرغم من أن تكنولوجيا الفيديو التوليدي قد توفر مزيدًا من الإبداع والتنوع في المحتوى، إلا أنها تثير أيضًا بعض المخاوف والتساؤلات. فمع زيادة قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج مقاطع فيديو واقعية، قد يكون من الصعب التمييز بين الفيديوهات التي تم إنشاؤها بواسطة البشر وتلك التي تم إنشاؤها بواسطة الآلات. وهذا يفتح الباب أمام استخدام التكنولوجيا في الغش وتزوير المعلومات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يثير استخدام التكنولوجيا في إنتاج الفيديو مخاوف بشأن الخصوصية والتلاعب بالمعلومات. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام تقنية الفيديو التوليدي لإنشاء مقاطع فيديو مزيفة لأشخاص معينين يظهرون في مواقف لم يشاركوا فيها فعليًا، مما يؤثر على سمعتهم أو يسبب ضررًا لهم.
بالطبع، هناك قضايا أخلاقية أيضًا تحتاج إلى مراعاتها فيما يتعلق باستخدام تكنولوجيا الفيديو التوليدي. فيجب وضع قواعد وإطار عمل مناسب لضمان استخدامها بطرق مسؤولة وأخلاقية، وحماية الأشخاص الذين يمكن أن يتأثروا بتلك التكنولوجيا.
وعلى الرغم من التحديات والمخاوف المحتملة، فإن تطور تقنية الفيديو التوليدي يعد تقدمًا مبهرًا في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية. يمكن أن يفتح الأبواب أمام إبداع جديد وفرص جديدة في العديد من المجالات مثل الإنتاج السينمائي والتسويق والتعليم والترفيه. ومع تطور المزيد من السياسات والتوجيهات لاستخدامها بشكل مسؤول، قد يكون لتكنولوجيا الفيديو التوليدي تأثير إيجابي كبير في المستقبل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المحتوي باستخدام أدوات الذكاء الإصطناعي