استخدام بطاريات المركبات الكهربائية في تخفيض البصمة الكربونية: تحول صناعة السيارات نحو الاستدامة
منصة الذكاء الاصطناعي ـ متابعات
بدأت شركات تصنيع السيارات في استكشاف استخدامات جديدة لبطاريات المركبات الكهربائية بهدف خفض البصمة الكربونية لهذه الصناعة. وتقدر عمر بطاريات السيارات الكهربائية بنحو عشر سنوات، ومن المتوقع سحب حوالي أربعة ملايين سيارة كهربائية من الأسواق بحلول عام 2030، وفقًا لدراسة أجرتها شركة “بوسطن كونسالتينغ غروب”.
تعتبر بطاريات السيارات الكهربائية قادرة على توفير تنظيم لشبكة الكهرباء في ظل تطور الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كمصادر متجددة للطاقة، ولكنها غير متاحة بشكل مستمر. ومنذ عام 2018، تستخدم شركة “بي أم دبليو” بطاريات مُستردة من سياراتها الكهربائية القديمة “إي 3” التي تم طرحها في الأسواق عام 2012 لتخزين الطاقة المُولَّدة من أربعة توربينات رياح في مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا، ثم ضخها في شبكة الكهرباء العامة.
تسعى شركة “رينو” التي تمتلك كميات كبيرة من البطاريات إلى تحقيق نفس الهدف وتنظيم شبكة الكهرباء في مواقعها في مدينة دواي شمال فرنسا وفلان قرب باريس، متبعة بذلك خطى شركة “بي أم دبليو”. أما شركة “أودي” التابعة لفولكس فاغن، فتستخدم بطاريات ليثيوم أيون في محطات الشحن السريع التابعة لها والتي تعمل بالألواح الشمسية.
وقد دخلت شركة “فولكس فاغن” سوق الكهرباء من خلال مشروع تجريبي، حيث أكدت أهمية اكتساب خبرة في إدارة تخزين البطاريات الثابتة بهدف تطوير نشاط مربح على المدى البعيد. وتستخدم البطاريات المستعملة أيضًا في تحويل المراكب السياحية إلى قوارب كهربائية، مثل قوارب “باتو موش” في باريس. وفي مدينة رين بغرب فرنسعت مدينة رين في غرب فرنسا إلى الاستفادة من بطاريات المركبات الكهربائية المستخدمة في تحويل إضاءة الشوارع إلى إضاءة LED تعمل بالطاقة الشمسية. تم تجهيز البطاريات المستعملة في السيارات الكهربائية بأجهزة إضاءة LED فعالة من حيث استهلاك الطاقة، وتم تثبيتها على الأعمدة الكهربائية في الشوارع. تم تزويد هذه الأعمدة بألواح شمسية لشحن البطاريات نهارًا، وتعمل الأضواء في الليل باستخدام الطاقة المخزنة في البطاريات. يتيح هذا النظام توفير الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بإضاءة الشوارع.
يتيح استخدام بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة في تخفيض البصمة الكربونية لصناعة السيارات وتعزيز الاستدامة. بدلاً من التخلص من البطاريات القديمة، يتم إعادة استخدامها في تطبيقات أخرى مثل تخزين الطاقة المتجددة وتوفير الطاقة في الشبكة العامة. يساهم هذا الاستخدام الثانوي في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل النفايات الناجمة عن صناعة السيارات الكهربائية.
تأتي هذه المبادرات في إطار التحول العالمي نحو الاستدامة وتحقيق أهداف البيئة والمناخ. تعمل الشركات المصنعة للسيارات على تطوير وتبني تقنيات جديدة للحد من الانبعاثات وتعزيز استدامة المركبات الكهربائية. يعد استخدام بطاريات السيارات الكهربائية في تخفيض البصمة الكربونية أحد الأمثلة الملموسة لكيفية استثمار التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي