بوت وروبوتبرامج وتطبيقات

الذكاء الاصطناعي يتحدى تعقيد اليد البشرية: هل يمكن للروبوتات مجاراة براعة الإنسان؟

بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

اليد البشرية تُعتبر واحدة من أروع الأدوات الطبيعية، بتركيبتها المعقدة التي تجمع بين 27 مفصلاً، و30 عضلة، وآلاف النهايات العصبية الحسية، مما يمنحها 27 درجة حرية في الحركة. هذه الخصائص تتيح للإنسان تنفيذ مهام دقيقة بسلاسة، من الكتابة إلى العزف على البيانو. لكن هل يمكن للروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تنافس هذه البراعة الفائقة؟

قصة سارة دي لاغارد، التي فقدت ذراعها اليمنى وساقها بعد حادث مروع في محطة قطار لندنية عام 2022، تقدم لمحة عن التحديات والحلول. بعد رحلة علاج طويلة، عُرضت عليها ذراع صناعية تقليدية محدودة الوظائف، وُصفت من قِبل أطفالها بأنها “مُخيفة”. لكن التحول جاء عندما حصلت على ذراع بيونيكية تعمل بالذكاء الاصطناعي، قادرة على تفسير الإشارات الكهربائية الصادرة من عضلاتها، وتوقع حركاتها عبر التعلم المستمر.

“كل حركة أقوم بها تُعلم الآلة أنماطاً جديدة، حتى تتحول إلى ذكاء توليدي قادر على التنبؤ بحركتي التالية”، كما توضح سارة. هذه التقنية تعكس التعاون المعقد بين الدماغ واليد، الذي يُمكن الإنسان من أداء مهام بسيطة بإتقان، مثل الإمساك بقلم أو فتح باب.

على مدار القرون، حاول العلماء تقليد اليد البشرية، من الأطراف الصناعية البدائية في القرن السادس عشر إلى الروبوتات الحديثة. اليوم، تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي طفرة في هذا المجال، حيث تُطور أيدي روبوتية قادرة على قطف الفراولة دون إتلافها، أو التعامل مع النفايات النووية بدقة. أحد الأمثلة هو “DEX-EE”، اليد الروبوتية ثلاثية الأصابع من تطوير “شادو روبوت” و”جوجل ديب مايند”، التي تستخدم مستشعرات فائقة الحساسية لمحاكاة اللمس البشري، والتعامل مع أجسام هشة مثل البالونات.

لكن الطريق لا يزال طويلاً. فكما يوضح البروفيسور إريك جينغ دو، خبير الهندسة المدنية: “الأنظمة الحسية البشرية قادرة على التكيف السريع مع التغييرات البيئية، بينما تفتقد الروبوتات حالياً لهذا التكامل بين الحواس مثل اللمس والرؤية”.

التحدي الأكبر يكمن في تعليم الروبوتات التفاعل مع العالم المادي بذكاء يشبه البشر. فمثل الطفل الذي يتعلم استخدام يديه عبر التجربة والخطأ، تحتاج الروبوتات إلى “التعلم الجسدي” (Embodied AI) لفهم البيئة المحيطة وضبط حركاتها. في ألمانيا، على سبيل المثال، صمم باحثون روبوتاً “يضرب” متطوعين 19 ألف مرة لتعليمه التمييز بين القوة المؤلمة والمقبولة!

رغم التقدم، يبقى السؤال: هل ستصل الروبوتات إلى مستوى الإبهار الذي تتمتع به اليد البشرية؟ الإجابة قد تأتي مع تطورات الذكاء الاصطناعي التي تدمج بين الإدراك الحسي والذكاء التكيفي، لكتابة فصل جديد في تاريخ التكنولوجيا.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى