هل ينجح العلم في إلغاء حقن الأنسولين؟

منصة الذكاء الاصطناعي ـ متابعات
ابتكر علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جهازًا جديدًا وقابلًا للزرع يمكن أن يحل قريبًا مشكلة حقن الأنسولين لمرضى السكري من النوع الأول. يعمل هذا الجهاز على إنتاج كمية غير محدودة من الأكسجين، وبالتالي يقوم بحقن مرضى السكري بخلايا حية تنتج الأنسولين.
تم اختبار الجهاز على الفئران، ويتمتع بقدرة فريدة على التخلص من ضرورة مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار وحقن الأنسولين. وعندما واجه العلماء تحدي توفير كمية كافية من الأكسجين للخلايا المزروعة المنتجة للأنسولين للتعامل مع انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم، توصلوا إلى طريقة لفصل بخار الماء في الجسم إلى الهيدروجين والأكسجين. يتم نقل الأكسجين بعد ذلك إلى غرفة التخزين في الجهاز، والتي تغذي الخلايا المزروعة المنتجة للأنسولين، مما يجعلها قادرة على التعامل مع ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم على الفور.
وبالإضافة إلى ذلك، يعمل هذا النظام على إلغاء الحاجة إلى الأدوية المثبطة للمناعة لمنع الهجوم على الخلايا المزروعة. وتمت زراعة مجموعة من الفئران بغشاء يفصل بخار الماء، في حين تلقت المجموعة الأخرى جهازًا يحتوي على خلايا جزرية مزروعة بدون إضافة أكسجين إضافي لدعم إنتاج تلك الخلايا. وأظهرت الفئران التي تمت زراعتها بالجهاز النتائج المتمثلة في تحافظها على مستويات طبيعية من الجلوكوز في الدم مقارنة بالحيوانات السليمة، بينما أصبحت الفئران التي تلقت الجهاز تعاني من ارتفاع سكر الدم بعد حوالي أسبوعين.
يتميز هذا الجهاز الصغير بعدم الحاجة إلى أسلاك أو بطاريات، ويعمل بفضل جهد كهربائي صغير يولد بواسطة تقنية الاقتران الحثي الرنيني. يتمنقل الإشارات الكهربائية عبر الجلد إلى الجهاز المزروع، مما يتيح للخلايا المزروعة إنتاج الأنسولين بشكل مستمر.
على الرغم من أن هذا الاكتشاف واعد وقد تم اختباره بنجاح على الفئران، إلا أنه لا يزال في مرحلة البحث والتطوير، ويتطلب المزيد من الدراسات والاختبارات قبل أن يتم تطبيقه على البشر. قد يستغرق وقتاً قبل أن يتاح هذا العلاج لمرضى السكري من النوع الأول.
يجب أن يتم إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب السريرية لتقييم فعالية الجهاز وسلامته بشكل كامل، بما في ذلك تقييم الاستجابة الشاملة للجسم والتأكد من عدم حدوث تفاعلات جسمية ضارة. يجب أيضًا دراسة تأثير الجهاز على مدى فترة طويلة وتقييم استدامة العلاج وفعاليته على المدى الطويل.
علاوة على ذلك، يمكن أن يواجه العلماء تحديات تقنية وتنظيمية في تطوير هذا الجهاز وجعله متاحًا للمرضى. من المهم أيضًا أن يكون العلاج فعالًا وميسور التكلفة ويحظى بتقبل المرضى والمجتمع الطبي.
بشكل عام، يعد تطوير تقنيات جديدة لمعالجة مرض السكري من النوع الأول تطورًا مشجعًا، ولكن يتطلب الأمر الكثير من الجهود والأبحاث لتحقيق نجاحها وتطبيقها على نطاق واسع. ينبغي متابعة التطورات في هذا المجال والاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين رعاية مرضى السكري.
وقال الدكتور دانييل أندرسون، أستاذ الهندسة الكيميائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “يمكنك التفكير في هذا كجهاز طبي حي مصنوع من خلايا بشرية تفرز الأنسولين، إلى جانب نظام دعم الحياة الإلكتروني”.
وأوضح أندرسون: “إن الغالبية العظمى من مرضى السكري الذين يعتمدون على الأنسولين يحقنون أنفسهم به، ويبذلون قصارى جهدهم، ولكن ليس لديهم مستويات صحية للسكر في الدم. إذا نظرت إلى مستويات السكر في الدم لديهم، حتى بالنسبة للأشخاص الذين يحرصون بشدة على توخي الحذر، فإنهم لا يستطيعون مجاراة ما يمكن أن يفعله البنكرياس الحي”.
وأضاف: “إذا تمكنا من استبدال الحاجة إلى الحقن كل أسبوعين بزراعة واحدة يمكن أن تعمل لفترة طويلة، فأعتقد أن ذلك يمكن أن يساعد حقا الكثير من المرضى”.
وأضاف عالم الأبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، سيدهارث كريشنان، المعد الرئيسي للدراسة: “المواد التي استخدمناها مستقرة بطبيعتها وطويلة العمر، لذلك أعتقد أن هذا النوع من العمليات طويلة المدى يقع ضمن نطاق الإمكانية، وهذا ما نعمل عليه”.
هذا المحتوي بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي