فبركة ذكية عنصرية تُثير الفتنة وتُقسم مجتمعاً
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

اجتاح مقطع صوتي مفبرك مواقع التواصل الاجتماعي، زاعماً أنه يُظهر مدير مدرسة ثانوية في بايكسفيل، ضاحية هادئة خارج بالتيمور، وهو يُطلق تصريحات عنصرية ومعادية للسامية. وقد انتشر المقطع بسرعة البرق، مُسبباً تهديدات بالقتل للمدير، وأثار موجة من الغضب والاستياء في المجتمع المحلي. لكن سرعان ما تم الكشف عن حقيقته: إنه مقطع مفبرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فما الذي يدفع الناس للاعتقاد بصحة مثل هذه التزييفات؟
بدأ المقطع الصوتي المزعوم بتصريحات بذيئة منسوبة لمدير مدرسة بايكسفيل الثانوية، إيريك إيسويرت، ملأى بالشتائم العنصرية والمعادية للسامية. وقد بدا المقطع وكأنه سُجل سراً، مما زاد من مصداقيته لدى البعض. وقد شملت هذه التصريحات إهانات عنصرية ضد السود واليهود في المجتمع.
انتشر المقطع على نطاق واسع على الصعيد الوطني، لكن أثره كان مدمراً بشكل خاص في بايكسفيل، التي تضم أعداداً كبيرة من السكان السود واليهود، وكذلك في بالتيمور المجاورة. وقد تم إيقاف مدير المدرسة عن العمل مع مرتب لحين الانتهاء من التحقيق.
ألفري مالون، وهو رجل أسود يعيش في بالتيمور، لاحظ انتشار المقطع بين أفراد مجتمعه واعتقد في البداية أنه حقيقي. يقول مالون: “في قرارة نفسك، تعتقد أن هذا هو ما يشعر به الناس حقاً تجاهنا. ثم تسمع ذلك فعلياً”.
وفي محاولة للتحقق من صحة المقطع، قام مالون بالبحث عن تسجيلات صوتية حقيقية لإيسويرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ووجد أنها تتطابق مع الصوت في المقطع المثير للجدل. وبالتالي، قام بنشر المقطع على حسابه.
بدأ المقطع ينتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصلت إحدى النسخ الأكثر انتشاراً إلى مليوني مشاهدة في غضون ساعات، أي ما يعادل 60 ضعف عدد سكان بايكسفيل.
لكن ما لم يدركه من قاموا بنشر المقطع هو أن مفاجأة أخرى كانت على وشك الظهور: المقطع كان مفبركاً باستخدام الذكاء الاصطناعي.
يُظهر هذا الحدث، الذي تم التحقيق فيه من قبل بي بي سي راديو 4، خطورة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في استهداف المجتمعات المحلية ونشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، مما يُبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي بخطورة هذه التقنيات وكيفية التعامل معها.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي