الذكاء الاصطناعي: الأمم المتحدة تصدر تقريراً حاسماً حول الحوكمة
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

في عالم يشهد تحولاً سريعاً بفضل الذكاء الاصطناعي، والذي يُعيد تشكيل الصناعات والمجتمعات والجغرافيا السياسية، قدمت هيئة الأمم المتحدة الاستشارية تقريرها النهائي بعنوان “حوكمة الذكاء الاصطناعي من أجل الإنسانية”، والذي يقدم سبع توصيات استراتيجية للحوكمة المسؤولة للذكاء الاصطناعي.
يُسلط التقرير الضوء على الحاجة الملحة للتنسيق العالمي في إدارة فرص الذكاء الاصطناعي ومخاطره، خاصةً في ضوء التوسع السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، والنهج التنظيمي الدولي المتنوع، مثل قانون الذكاء الاصطناعي الشامل في الاتحاد الأوروبي والسياسات التنظيمية المتناقضة في الولايات المتحدة والصين.
من بين الاقتراحات الأساسية إنشاء “اللجنة العلمية الدولية للذكاء الاصطناعي”. تُشكل هذه الهيئة، على غرار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، مجموعة من الخبراء الرائدين لتقديم تقييمات محايدة وفورية لقدرات الذكاء الاصطناعي ومخاطره وغموضه. ستضمن اللجنة العلمية الدولية للذكاء الاصطناعي حصول صانعي السياسات والمجتمع المدني على أحدث الفهم العلمي، مما يساعد على كسر حواجز الدعاية والمعلومات الخاطئة التي قد تحيط بالتقدم التكنولوجي الجديد.
سيتم تنفيذ “بورصة معايير الذكاء الاصطناعي”، والتي ستجمع بين أصحاب المصلحة العالميين، بما في ذلك المنظمات الوطنية والدولية، لمناقشة وتطوير معايير الذكاء الاصطناعي. ستضمن هذه البورصة أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي متوافقة مع القيم العالمية مثل الإنصاف والشفافية.
تُعد “شبكة تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي” أيضًا أحد النقاط الرئيسية السبع التي ستُعالج التفاوتات. تقترح الأمم المتحدة هنا بناء شبكة قدرات للذكاء الاصطناعي تربط مراكز التميز عالمياً، وتوفر التدريب والموارد، وتعزز التعاون لتمكين الدول التي تفتقر إلى البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
من المقترحات الرئيسية الأخرى إنشاء “إطار عالمي لبيانات الذكاء الاصطناعي”، والذي سيقدم نهجًا موحدًا لحوكمة بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي. نظرًا لأن البيانات هي شريان الحياة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، سيضمن هذا الإطار تقاسم موارد البيانات بشكل عادل، ويدعم الشفافية، ويساعد على تحقيق التوازن في ديناميكيات القوة بين شركات الذكاء الاصطناعي الكبيرة والاقتصادات الناشئة الأصغر. يمكن أن يحفز الإطار أيضًا الابتكار من خلال جعل تطوير الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة في جميع أنحاء العالم.
يُوصي التقرير أيضًا بتشكيل “صندوق عالمي للذكاء الاصطناعي” لسد الفجوة بين الدول في مجال الذكاء الاصطناعي. سيوفر الصندوق موارد مالية وتقنية للدول التي تفتقر إلى البنية التحتية أو الخبرة اللازمة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. الهدف هو ضمان توزيع فوائد الذكاء الاصطناعي بشكل عادل، وليس تركيزها فقط في عدد قليل من الدول المتقدمة تكنولوجياً.
بالإضافة إلى هذه التوصيات، يدعو التقرير إلى “حوار سياسي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي”، مشددًا على الحاجة إلى التعاون الدولي لإنشاء لوائح متناغمة وتجنب الفجوات التنظيمية. مع تأثير أنظمة الذكاء الاصطناعي على العديد من القطاعات عبر الحدود، فإن السياسات العالمية المتماسكة ضرورية لمنع “سباق إلى القاع” في معايير السلامة وحماية حقوق الإنسان.
أخيرًا، تدعو الأمم المتحدة إلى إنشاء “مكتب للذكاء الاصطناعي” داخل الأمانة العامة، والذي سيُشكل مركزًا مركزيًا لتنسيق جهود حوكمة الذكاء الاصطناعي عبر الأمم المتحدة ومع أصحاب المصلحة العالميين الآخرين. سيضمن هذا المكتب تنفيذ التوصيات بفعالية، ويضمن أن تظل حوكمة الذكاء الاصطناعي مرنة في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة.
من خلال هذه المبادرات، تسعى الأمم المتحدة إلى إيجاد عالم يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزدهر فيه مع الحفاظ على حقوق الإنسان وتعزيز المساواة العالمية. يُشير التقرير إلى أن المخاطر كبيرة، وأن العمل العالمي المنسق فقط هو الذي يمكننا من خلاله تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي مع تخفيف مخاطره.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي