بوت وروبوتتقارير ومتابعات

الذكاء الاصطناعي مسؤولية أخلاقية لضمان فوائده للبشرية

بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

منذ أيام الحواسيب التي تعمل بالبطاقات المثقبة والصمامات المفرغة، كان البشر يتساءلون عن إمكانات هذه الأجهزة عندما تصبح أكثر تطورًا، وما يعنيه ذلك لمستقبل البشرية. هل ستساعدنا في حل أكبر التحديات التي نواجهها، من تغير المناخ إلى الجوع العالمي؟ أم ستنقلب علينا وتصبح أكبر تهديد لنا؟ مع دخول الذكاء الاصطناعي (AI) إلى التيار الرئيسي، أصبحت هذه التساؤلات أكثر واقعية.

مسار الذكاء الاصطناعي سيعتمد بشكل كبير على ما سيحدث في السنوات القليلة المقبلة. بينما يُظهر الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة، فإن تحقيق هذه الإمكانات لصالح البشرية يتطلب العمل الجاد اليوم لضمان تطويره واستخدامه بشكل أخلاقي ومسؤول، وتجنب السيناريوهات الكارثية التي تصورها أفلام مثل “ماينوريتي ريبورت”.

حالة الذكاء الاصطناعي اليوم

حظي الذكاء الاصطناعي باهتمام كبير منذ إطلاق “تشات جي بي تي” (ChatGPT) من “أوبن إيه آي” في عام 2022. هذه الأداة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، تنتج محتوى جديدًا بناءً على مدخلات من نصوص موجودة، مما يوفر للشركات طريقة بسيطة لتسريع المهام الكتابية ودعم العصف الذهني وتحسين خدمة العملاء. تقول فيليز فونتيس مونبلييه، المديرة العامة لشركاء برامج الصناعة في مايكروسوفت، إن هذه الأداة تعمل على “دمقرطة الوصول إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي”.

وتضيف: “لم يعد يتطلب الأمر معرفة متخصصة للاستفادة من قوة البيانات الضخمة. الآن، يمكن لأي شخص استخدام أوامر لغوية بسيطة للوصول إلى هذه الرؤى.”

بينما يحظى الذكاء الاصطناعي التوليدي بمعظم الاهتمام حاليًا، يشير باحثون مثل ساناز موستاغيم، أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة أوتو فون غيريكه في ألمانيا، إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو مجرد فرع واحد من مجال أوسع بكثير.

تقول موستاغيم: “من الرائع أن الكثيرين يتحدثون عن الذكاء الاصطناعي. هذا يجعل الناس يتساءلون ويفكرون فيما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي. وهذا يمنحني الفرصة لعرض أنواع أخرى من الذكاء الاصطناعي والإمكانات التي تقدمها لتحسين حياة الجميع.”

الذكاء الاصطناعي يصبح غير مرئي

تستخدم المنظمات بالفعل أشكالًا مختلفة من الذكاء الاصطناعي، مثل تحليل المشاعر لفهم آراء الناس حول شركة أو منتج، وروبوتات الدردشة التي تقدم خدمة عملاء تلقائية بلغة طبيعية، ومحركات التوصية التي تقترح منتجات إضافية بناءً على تاريخ شراء أو بحث العميل. أصبحت هذه التطبيقات شائعة لدرجة أننا ننسى أن معظمها يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

في حالات أكثر تخصصًا، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لدعم الأبحاث من خلال “التنقيب المعرفي” في مجموعات مرجعية ضخمة، مثل ملفات المحكمة أو البيانات الطبية. كما يعمل على تحسين العمليات من خلال الصيانة التنبؤية بناءً على الارتباطات بين البيانات من أجهزة استشعار متعددة. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تطبيقات مثل التوائم الرقمية (Digital Twins) في عالم الميتافيرس، وحتى في إدارة وتقليل استهلاك الطاقة لمعدات الاتصالات دون التضحية بالأداء أو الموثوقية.

خمسة تطبيقات مستقبلية للذكاء الاصطناعي

يتقدم مجال الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة لدرجة أن العديد من الخبراء يترددون في التكهن بالتطبيقات المستقبلية المحتملة. ومع ذلك، هناك بعض التطبيقات التي تُطور حاليًا وقد تشهد انتشارًا أوسع في السنوات المقبلة، منها:

  1. المختبرات ذاتية القيادة: يمكن للذكاء الاصطناعي إجراء مراجعات أدبية أولية وتلخيص حالة البحث الحالية في مجال معين واقتراح موضوعات جديدة للدراسة.
  2. خوارزميات دعم القرار الفعالة: تساعد هذه الأدوات في تقليص الخيارات المعقدة إلى قائمة مختصرة بناءً على معايير محددة.
  3. اكتشاف الأدوية: يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عملية اكتشاف أدوية جديدة، بما في ذلك الأدوية الفردية المخصصة.
  4. التعليم الشخصي: يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تعليم مخصص يتكيف مع أسلوب تعلم كل طالب.
  5. الإبداع والتصميم الذاتي: قد يقترح الذكاء الاصطناعي حلولًا جديدة تمامًا لتحديات مثل النقل.

الذكاء الاصطناعي المسؤول هو المفتاح

لتحقيق إمكانات الذكاء الاصطناعي، يجب على المنظمات أن تتحلى بالنضج الكافي في أدواتها وبياناتها وقدرات موظفيها. كما يجب على الحكومات والشركات العمل معًا لبناء أسس أخلاقية وقانونية قوية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

تقول فيليز فونتيس مونبلييه: “يجب أن يكون استخدام البيانات والخصوصية من الأولويات عند التفكير في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.”

ويؤكد شون كينيدي، الذي يقود مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي في نوكيا بيل لابس، أن التركيز على المسؤولية هو الطريق الوحيد لتحقيق القيمة الكاملة للذكاء الاصطناعي.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى