الذكاء الاصطناعي بين الابتكار والمخاطر: وزارة العدل الأمريكية تُشدد على ضرورة تقييم المخاطر
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

أصدرت وزارة العدل الأمريكية مؤخراً تعديلات هامة على إرشاداتها لتقييم برامج الامتثال للشركات، مُشددةً على ضرورة إدراج تقييم مخاطر الذكاء الاصطناعي ضمن أولويات هذه البرامج. وتأتي هذه التعديلات في إطار سعي الوزارة لتعزيز الشفافية والمساءلة في استخدام هذه التقنية المتطورة، وتُعتبر خطوةً حاسمةً في مواجهة التحديات القانونية والأخلاقية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.
وتُعدّ وثيقة “تقييم برامج الامتثال للشركات” من وزارة العدل الأمريكية مرجعاً أساسياً للمحامين ومسؤولي الامتثال في الشركات. وتُحدد هذه الوثيقة المعايير التي يجب على الشركات الالتزام بها لتجنب العقوبات القانونية في حال وقوع انتهاكات، مثل الرشوة أو الاحتيال. وتُشير التعديلات الجديدة إلى أن الشركات التي تمتلك برامج امتثال قوية، تتوافق مع هذه الإرشادات، ستحظى بمعاملة أكثر تساهلاً حتى في حال حدوث ثغرات في الامتثال.
ولم تقتصر التعديلات على الذكاء الاصطناعي فقط، بل شملت أيضاً كيفية تعامل الشركات مع المُبلغين عن المخالفات، وكيفية دمج البيانات والدروس المستفادة من المخالفات السابقة في أعمالها. وقد أعلنت نيكول أرجينتييري، رئيسة قسم الجرائم في وزارة العدل، عن هذه التغييرات خلال مؤتمر الامتثال في تكساس.
وتُركز التعديلات على ضرورة قيام الشركات بتقييم المخاطر باستمرار، والاستفادة من أخطاء الامتثال السابقة، وتكييف برامج الامتثال حسب الحاجة. ويقول ستيف سولو، وهو مدع عام اتحادي سابق، إن الحكومة تسعى إلى “جودة أعلى بدلاً من مجرد الالتزام بالشكل”. ويضيف: “إنهم يركزون الآن على أداء الامتثال”.
وتُلقي التعديلات الجديدة الضوء على ضرورة موازنة الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي مع إدراك المخاطر التي قد تُهدد أعمال الشركة وبرنامج الامتثال الخاص بها. ويتوجب على الشركات تقييم تأثير التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، على قدرتها على الامتثال للقوانين، وتحديد نهجها في إدارة استخدام هذه التقنيات في أعمالها التجارية وبرامج الامتثال.
كما تُشدد التعديلات على أهمية استخدام الشركات للبيانات الداخلية لتعزيز برامج الامتثال، مُشيرًا إلى أن عدم التوازن في استخدام التحليلات والبيانات بين قسم الامتثال وأقسام أخرى في الشركة يُعتبر مؤشراً سلبياً. ويُضيف جيري زاك، الرئيس التنفيذي لجمعية الامتثال والأخلاقيات للشركات، أن عدم تطابق مستوى استخدام البيانات والتقنية بين قسم الامتثال والأقسام الأخرى سيُظهر الشركة بصورة سلبية.
وأخيراً، تتضمن التعديلات أسئلة جديدة حول كيفية تشجيع الشركات على ثقافة الإبلاغ عن المخالفات، وكيفية التعامل مع الموظفين الذين يبلغون عن سوء السلوك داخلياً. وتُشدد الإرشادات المُعدّلة على ضرورة تقييم استعداد الموظفين للإبلاغ عن المخالفات، وتوافر سياسات مُناهضة للانتقام لضمان معاملة المُبلغين بشكل عادل.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي