الكوكب الأحمر يختفي من سماء الأرض
منصة الذكاء الاصطناعي ـ متابعات
في ظاهرة فلكية فريدة ومذهلة، تشهد سماء الأرض اختفاء المريخ لمدة تصل إلى أسبوعين. على الرغم من أن هذا الحدث يبدو دراماتيكيًا، إلا أنه لا يثير الذعر، حيث يعود سببه إلى ظاهرة علمية تعرف باسم “الاقتران”، وهي الفترة التي يتم فيها حجب المريخ والأرض بعضهما عن بعض نتيجة تداخل مواقعهما المتغيرة في مدار حول الشمس.
ووفقًا لموقع In the Sky، فإن المريخ والشمس سيكونان في كوكبة الميزان خلال هذه الفترة. وسيكون المريخ غير مرئي لعدة أسابيع؛ نظرًا لتحجبه بواسطة ضوء الشمس.
وخلال الاقتران الشمسي، الذي يحدث كل عامين أرضيين، يصبح المريخ والأرض الكوكبين الثالث والرابع على التوالي بالنسبة لمسافتهما عن الشمس. وعادةً ما تبلغ المسافة بين المريخ والأرض حوالي 140 مليون ميل (225 مليون كيلومتر)، ولكن خلال الاقتران الشمسي، يصبح الفصل بينهما يصل إلى 235 مليون ميل، أي أكثر من ضعفي ونصف المسافة العادية بين الأرض والشمس.
وخلال الأشهر القليلة المقبلة، ستشهد السماء ظهور المريخ من جانب الشمس، وسيكون مرئيًا لفترات أطول قبل الفجر. وبعد مرور حوالي عام، سيصل المريخ إلى نقطة “التقابل”، حيث سيكون مرئيًا لمعظم الليل فوق الأرض.
وخلال الاقتران الشمسي، سيتعذر على العلماء التواصل مع المهام الآلية على سطح المريخ. ستتوقف المركبات الجوالة عن العمل، وسيتم إيقاف مروحية “إنجنيويتي”، ولن تتمكن المركبات الفضائية من إرسال البيانات إلى الأرض. يتم ذلك لتجنب تداخل الجسيمات المشحونة من الشمس مع العمليات الآلية وفقدان بعض المعلومات المهمة.
وفي بيان صادر عن وكالة ناسا، تم الإعلان عن تأجيل إرسال الأوامر إلى أسطول المركبات الفضائية على سطح المريخ خلال فترة الاقتران الشمسي، وذلك لتجنب أي مشاكل تقنية قد تحدث نتيجة لتأثير الجسيمات المشحونة.
على الرغم من أن اختفاء المريخ لمدة أسبوعين قد يكون مثيرًا للاهتمام، إلا أنه لا يشكل أي تأثير سلبي على الحياة على الأرض. فالمريخ يعتبر أحد الكواكب الجارية للأرض ولا يؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية.
من المهم أن نذكر أن هذه الظاهرة الفلكية تعتمد على تداخل المواقع النسبية للأرض والمريخ والشمس، وهي ظاهرة طبيعية تحدث بانتظام. وبالتالي، سيعود المريخ للظهور في السماء بعد انتهاء فترة الاقتران الشمسي، وسيكون مرئيًا كالمعتاد.
لذا، يمكن لمحبي الفلك وهواة رصد الكواكب الاستمتاع بمراقبة المريخ في الفترات التي يكون فيها مرئيًا خلال الأشهر القادمة قبل الفجر، وكذلك عندما يصل إلى نقطة “التقابل” بعد حوالي عام من الآن.
ومن المثير للاهتمام أن هذه الفترة قد توفر فرصًا للعلماء لدراسة ومراقبة المريخ أكثر تفصيلًا، حيث يمكنهم استخدام التلسكوبات والمركبات الفضائية لجمع بيانات قيمة خلال هذه الفترة الاستثنائية من الاقتران الشمسي.
لذا، يمكننا أن نتطلع إلى اختفاء المريخ المؤقت وعودته القريبة، والاستمتاع برؤية هذا الكوكب الجميل في سماء الليل بعد انتهاء هذه الظاهرة الفلكية الفريدة.
هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي