هواتف آبل الجديدة قد تُحفّز استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الشركات
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

قد تُحفّز هواتف آبل الجديدة اعتماد الذكاء الاصطناعي في مهام العمل المختلفة، لكنّ خبراء تقنية المعلومات يثيرون تساؤلات حول كيفية تعامل نظام الهاتف المدعوم بالذكاء الاصطناعي مع بيانات الشركة الحساسة.
أطلقت آبل يوم الاثنين جيلًا جديدًا من هواتف آيفون، يُركز على الذكاء الاصطناعي كمحور رئيسي لنظام تشغيل الجهاز، في اختبار لشهية المستهلكين لمثل هذه الأدوات.
تُشمل الأدوات الجديدة، التي تُسمّى “ذكاء آبل”، مساعد صوتي مُحسّن “سيري” ومجموعة متنوعة من قدرات إنشاء النصوص وتحرير الصور، وستكون متوافقة مع هاتف آيفون 16 الجديد وآيفون 15 برو.
أعلنت آبل عن معظم ميزات الذكاء الاصطناعي في يونيو الماضي، وستُتاح نسخة تجريبية (بيتا) من بعض ميزات “ذكاء آبل” الشهر المقبل.
انخفضت أسهم الشركة بأكثر من 1% خلال عرض الاثنين، عاكسة شكوك السوق حول المنتجات التي تُركز على الذكاء الاصطناعي.
لكنّ بالنسبة للشركات التي تُؤمن بقدرة الذكاء الاصطناعي على تحقيق إنجازات كبيرة، تُمثّل هذه الأجهزة حقبة جديدة من الاحتمالات والمخاوف.
قال شون مالخوترا، مدير التكنولوجيا في شركة “روكت كوز” لإقراض الرهن العقاري والخدمات المالية: “أنا متحمس للسماح للموظفين بتجربة الذكاء الاصطناعي على الجهاز، الذي يُتيح للمستخدمين تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى خادم سحابي بعيد”.
وأضاف: “سيكون من الخطأ منع الناس من استخدام التقنيات الجديدة”.
ومع ذلك، تحتاج “روكت” إلى التأكد من عدم تعرّض بياناتها للخطر، وأنّ أي استخدام يتوافق مع متطلبات أمن المعلومات.
تُشمل مجموعة آيفون الجديدة شريحة تقول قيادات آبل إنّها ستُساعد في تشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة.
يُجري كونال أناند، مدير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في شركة “إف 5” لأمن التطبيقات وتقديمها، اختبارًا تجريبيًا لـ “ذكاء آبل” منذ أغسطس الماضي.
قال أناند: “لا تزال هناك قلة من الوضوح والشفافية، ونُظم أقل لمراقبة متى وأين ستُشغّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الجهاز نفسه مقابل السحابة، حيث يُفضّل مديرو تقنية المعلومات عادةً تجنب تخزين البيانات الحساسة هناك”.
وأضاف: “الأمر غير واضح للغاية”.
قالت آبل إنّ “ذكاء آبل”، الذي يُشغّل بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بآبل، سيُتيح للمستخدمين الوصول إلى سجل شفافية يُظهر لهم أيّ الطلبات تمّ معالجتها على الجهاز وأيّها تمّ معالجتها على “حوسبة سحابة آبل الخاصة”، نظام الذكاء السحابي الخاص بها المصمم خصيصًا لمعالجة الذكاء الاصطناعي الخاص.
قالت الشركة أيضًا إنّ لديها ضوابط أمنية صارمة حول إعداد “حوسبة سحابة آبل الخاصة”، بحيث تتمتع طلبات البيانات المُعالجّة على “حوسبة سحابة آبل الخاصة” بنفس مستوى الأمان تقريبًا مثل تلك المُعالجّة على الجهاز.
تُصبح القصة مختلفة قليلاً عندما يتعلق الأمر بـ “ChatGPT”.
أعلنت آبل سابقًا عن اتفاقية مع “OpenAI”، حيث ستُعالج روبوت الدردشة من “OpenAI” بعض الوظائف التي لا تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بآبل القيام بها.
بالنسبة لبعض الميزات، مثل إنشاء النصوص بالكامل، قد يُشير الهاتف إلى أنّ الطلب يُعالج بشكل أفضل بواسطة “ChatGPT”، ثمّ يُطلب من المستخدم إذنه قبل إرساله إلى خوادم “ChatGPT”.
قالت آبل أيضًا إنّ هذه الميزة ستكون مُعطلّة افتراضيًا، وستتطلب من المستخدمين تشغيلها بنشاط.
بالإضافة إلى ذلك، قالت آبل إنّ الأجهزة تُشمل أنظمة تُتيح لقسم تقنية المعلومات إدارة وصول المستخدمين إلى ميزات “ذكاء آبل”، بما في ذلك تكامل “ChatGPT”.
قال أنشو بهاردواج، نائب الرئيس الأول والمدير التشغيلي لوحدة التكنولوجيا العالمية في متجر “وول مارت”: “تُحفّز كلّ من الشركات ومُقدّمي الخدمات التكنولوجية على العمل معًا لدمج الضوابط المطلوبة لجعل هذه الأجهزة جاهزة للاستخدام في الشركات”.
وأضاف: “الشركات، وليس المستهلكون، هم الذين سيُحفّزون استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع”.
وتابع: “بمجرد أن تُحدّد شركات تصنيع الأجهزة هذه الأمور من منظور أمان خصوصية البيانات، أعتقد أنّك سترى اعتمادًا أسرع”.
وأضاف بهاردواج أنّ هناك إمكانات كبيرة للذكاء الاصطناعي على الجهاز في “وول مارت”، حيث يُجهّز الموظفون في المتاجر بأجهزة “سامسونج”.
قال كريستيان فرانك، مدير التكنولوجيا في شركة “ستاندرد آند بورز” للتصنيف الائتماني: “في النهاية، قد يُحفّز وضع الذكاء الاصطناعي بين أيدي الموظفين من منظور المستهلك اعتمادًا أكبر على جانب الشركات”.
وأضاف: “ستُنجز آبل الكثير من العمل هنا مع المستهلكين. إنّهم بارعون جدًا في تجربة العملاء، لذلك أشعر أنّهم سيُحدّدون بعض حالات الاستخدام لإدخالها إلى أيدي المستهلكين، ستُؤدي أداءً جيدًا” وستُفيد الشركات أيضًا.
يُعدّ أحد أكبر العقبات التي تواجه اعتماد الذكاء الاصطناعي في الشركات حاليًا هو نقص المعرفة بالتقنية وما يمكنها فعله، وكيفية استخدامها وأفضل حالات الاستخدام.
وقال فرانك: “أعتقد أنّ شركات الهواتف الذكية يمكنها المساعدة في توسيع نطاق تلك حالات الاستخدام”.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي