نصائح الخبراء للاستفادة الأمثل من الذكاء الاصطناعي وتجنب تهديده لسوق العمل

محرر الخبر: منصة الذكاء الاصطناعي ـ متابعات
خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي مجموعة من النصائح للاستفادة الأمثل من تقنية الذكاء الاصطناعي وتجنب التهديدات التي قد تطرأ على سوق العمل، محثين المستخدمين على تبني المرونة والكفاءة المهنية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، يواجه المراهقون الذين يختارون مستقبلهم في العام الحالي تحديات كبيرة. ففي إنجلترا، شهد الطلاب الذين أدوا امتحانات المستوى الأول أكبر انخفاض في النتائج على الإطلاق، وشهادات الثانوية العامة سجلت تراجعًا في أعلى الدرجات. والآن، يواجه هؤلاء الطلاب التساؤل حول مدى استمرارية المهن التي يختارونها عندما ينضمون إلى سوق العمل.
تعيش تقنية الذكاء الاصطناعي ذروة شعبيتها، وتتميز ببرامج توليدية مبتكرة مثل شات جي بي تي، وتعتمدها الشركات التكنولوجية بشكل متزايد. ووفقًا لدراسة نُشرت من قِبَل شركة كاسبرسكي للأمن السيبراني الأسبوع الماضي، يستخدم 57% من العاملين هذه الأدوات لتوفير الوقت في محيط العمل، لاسيما في مجال تلخيص محاضر الاجتماعات والوثائق الطويلة.
ومع ذلك، تؤدي التطورات التكنولوجية وأتمتة مثل هذه المهام إلى انخفاض فرص بعض الوظائف أو اندثارها، وذلك ليس فقط في مجال الإدارة، وإنما في العديد من المجالات التي تتعقد تقنيتها. ووفقًا لاستطلاع أجرته وكالة طومسون رويترز للأنباء الأسبوع الماضي، يعتقد 67% من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على حياتهم المهنية في السنوات الخمس المقبلة، كما يتوقع أكثر من نصفهم أن التكنولوجيا ستفتح طرقًا جديدة في سوق العمل.
وعليه، فما هي الفرص المهنية الجديدة التي ينبغي عأن ينظر إليها الأفراد للاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي وتجنب التهديدات المحتملة على سوق العمل؟ إليكم بعض النصائح:
- التعلم المستمر: ينبغي على الأفراد أن يكونوا على اطلاع دائم بتطورات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يمكنهم المشاركة في الدورات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات ذات الصلة لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم بآخر الابتكارات.
- التركيز على المهارات البشرية: يُعتبر التركيز على المهارات البشرية الفريدة والتي لا يمكن أن تحلها التكنولوجيا بسهولة، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع، أمرًا مهمًا. يمكن للأفراد تطوير هذه المهارات والتركيز على تطبيقها في مجالات العمل التي يعتبرون فيها تميزًا.
- الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كشريك: يمكن للأفراد استخدام التقنية كوسيلة لتعزيز إنتاجيتهم وكفاءتهم. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء وتسريع المهام وتوليد أفكار جديدة. يمكن للأفراد أن يتعاونوا مع الأنظمة الذكية ويستفيدوا من قدرتها على تحليل البيانات وتقديم المعلومات القيمة.
- التحول الوظيفي: يجب على الأفراد أن يكونوا مستعدين للتحول الوظيفي وتطوير مهارات جديدة لمواكبة التغيرات التكنولوجية. يمكن أن يشمل ذلك اكتساب معرفة تقنية أعمق في مجالات مثل علوم البيانات وتعلم الآلة والروبوتات. قد تتطلب بعض الوظائف تحويلًا كاملاً إلى مجالات جديدة.
- الابتكار وريادة الأعمال: يمكن للأفراد استغلال التكنولوجيا لابتكار فرص عمل جديدة وتأسيس مشاريعهم التجارية. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير منتجات وخدمات جديدة وتحسين العمليات التجارية.
وفقا لروجويسكي ، سيستمر الطلب على مواضيع مثل العلوم والهندسة والأمن السيبراني ، على الرغم من التقنيات المساعدة للذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها في هذا المجال. وبالمثل ، وظائف في مجال الرعاية الصحية التي تنطوي على التفاعل بين الإنسان والإنسان: التمريض والرعاية الاجتماعية والطب على سبيل المثال.
“أنصح الطلاب بأن يصبحوا متعلمين بالذكاء الاصطناعي ، ليس عليك أن تقوم بترميز برامج الذكاء الاصطناعي ، ولكن من المحتمل أن تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتك المهنية المستقبلية ، لذا احصل على السبق. قد تتطور الوظائف دائما وتتغير وتذوب ، ونصيحتي للطلاب هي أن يكونوا مرنين ومبدعين وشجعان”.
جيمس نايتلي ، كبير الاقتصاديين الدوليين في المجموعة المصرفية الهولندية إن جي ، يشك “كثيرا في أن أي مهنة لن يمسها الذكاء الاصطناعي”. يقترح أن الرهان الآمن هو أن تصبح حرفيا ماهرا ، على سبيل المثال تعلم النجارة الراقية.
تعلم الآلة
أحد المجالات التي تبدو في ورطة حقيقية هو القطاع الإبداعي ، حيث يقول روجويسكي إن الأدوار مثل كتابة الإعلانات والتصميم الجرافيكي يمكن الاستعانة بمصادر خارجية تدريجيا للذكاء الاصطناعي. كافح القطاع مع تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية: من الكتاب الذين يضربون في هوليوود ضد مثل هذه الأدوات المستخدمة لإنتاج النصوص وأفكار القصة ، إلى صانعي الأفلام الذين يستخدمون مولدات الصور في عملهم مثل دال إي 2.
لكن البروفيسور سونيل مانغاني في مدرسة وينشستر للفنون يشجع طلابه على التعرف على التكنولوجيا. لقد بدأ في جلب الذكاء الاصطناعي إلى جلسات مع الطلاب ، على سبيل المثال ، في مشروع مع تيت بريطانيا: “إحدى العبارات التي وجدنا أنفسنا نستخدمها هي” تعلم الآلة ” ، كما يقول مانغاني.
يقول إد دي سوزا ، وهو أيضا أستاذ في وينشستر ، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجعل الصناعة أكثر سهولة. “إنه تحد للتعليم: هل تحتاج إلى الذهاب إلى مدرسة للفنون أو التصميم للدخول في أجزاء من الصناعة? الشيء الجيد هو أن الذكاء الاصطناعي وإمكانية استخدام هذا للأشخاص الذين ليس لديهم هذه المهارات هو أنه يمكنهم التعلم من خلال الآلة ، ويمكنهم دخول الصناعة في نقاط مختلفة.”
استمرار الطلب على مواضيع العلوم والهندسة والأمن السيبراني على الرغم من التقدم التكنولوجي
وفقًا للخبير روجويسكي، يتوقع استمرار الطلب على مجالات مثل العلوم والهندسة والأمن السيبراني رغم تطور التقنيات المساعدة للذكاء الاصطناعي في هذه المجالات. وعلى نفس النحو، تشمل وظائف الرعاية الصحية التي تتطلب التفاعل بين البشر مثل التمريض والرعاية الاجتماعية والطب، العديد من الجوانب التي لا يمكن استبدالها بالكامل بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، ينصح روجويسكي الطلاب بالاهتمام بتعلم مفاهيم الذكاء الاصطناعي، حيث لا يلزمهم برمجة برامج الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، ولكن قد يحتاجون في حياتهم المهنية المستقبلية إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وبالتالي، يشدد على أهمية الحصول على مهارات تعامل مع هذه التقنيات المتقدمة. إذ قد تتطور الوظائف وتتغير باستمرار، ولذا فإن نصيحته للطلاب هي أن يكونوا متعددي المواهب والقادرين على التكيف والتجديد.
من ناحية أخرى، يعبّر جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين في المجموعة المصرفية الهولندية ING، عن تشكيكه في أن أي مهنة ستنجو من تأثير الذكاء الاصطناعي. ويقترح أن الحل الأمثل هو تعلم حرفة مهارية، مثل التعلم والتطوير في مجال النجارة الفنية.
التحديات والفرص في المجال الإبداعي
يواجه القطاع الإبداعي تحديات حقيقية في ظل التطورات السريعة للذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، يشير روجويسكي إلى أن وظائف مثل كتابة الإعلانات والتصميم الجرافيكي يمكن أن تتأثر بشكل تدريجي بتقنيات الذكاء الاصطناعي واعتماد مصادر خارجية للمساعدة. وقد واجه القطاع صعوبات في التكيف مع تقنيات توليد النصوص وأفكار القصص التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي ومع ذلك، توجد أيضًا فرص كبيرة في المجال الإبداعي بفضل التطورات في الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفنون الرقمية والتصميم المبتكر والتفاعلات الفنية. يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي الفنانين والمصممين في تعزيز إبداعهم وابتكار أفكار جديدة من خلال توليد أفكار أو توجيهات جديدة.
على الرغم من أن التقدم التكنولوجي يلعب دورًا مهمًا في تطور مجالات عديدة، إلا أن البشرية لا تزال تحتاج إلى العمل الإبداعي والتفكير الذكي. فالقدرة على التخطيط والتحليل واتخاذ القرارات والتفاعل مع البيئة الاجتماعية لا تزال مهارات بشرية فريدة تميزنا. لذلك، يمكن أن يكون التركيز على تنمية هذه المهارات وتعزيز التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري هو النهج الأمثل للاستفادة الكاملة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا متزايدًا في عدة مجالات وصناعات. إلا أنه يجب أيضًا أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً كاملاً للبشر. فالتوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والحفاظ على القدرات البشرية الفريدة والقيم الإنسانية سيكون أمرًا حاسمًا في المستقبل.
هذا المحتوي بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي