
منصة الذكاء الاصطناعي ـ متابعات
في ظاهرة نادرة تتكرر كل 10 إلى 20 سنة، شهد العالم ظهور “القمر الأزرق العملاق”، وهو القمر الذي يكون في أقرب مسافة له من الأرض وفي مواجهة مباشرة للشمس. ورغم أن هذا الحدث أسعد عشاق علم الفلك والمصورين والهواة، إلا أن القوة الجاذبية الهائلة للقمر قد تنجم عنها تداعيات سلبية.
في ليلة الأربعاء إلى الخميس، الموافق 30 و 31 أغسطس 2023، انتظر عشاق الظواهر الفلكية بفارغ الصبر ظهور “القمر الأزرق العملاق” للمرة الأخيرة قبل عام 2037. يتميز هذا الظهور النادر بقرب القمر إلى أقصى نقطة من الأرض، حيث يكون على بُعد حوالي 363,000 كيلومتر، ما يُعطيه مظهرًا أكبر بنسبة تصل إلى 14 في المائة.
في توقيت الشروق، تزامن ظهور “القمر الأزرق العملاق” مع الشمس في الفجر، وقدمت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بثًا مباشرًا لهذه الظاهرة الفريدة على منصة يوتيوب خلال الليل.
يُطلق مصطلح “القمر الأزرق” عندما يحدث اكتمال القمر مرتين في شهر واحد، وهو حدث يتكرر في المتوسط مرة كل عامين ونصف. ومع ذلك، يُعد “القمر الأزرق العملاق” ظاهرة استثنائية تحدث فقط كل عشرة إلى عشرين سنة، وفقًا لما أوضحته ناسا، علمًا بأن آخر ظهور لهذه الظاهرة كان في ديسمبر 2009، والمرة القادمة ستكون في مارس 2037.
على الرغم من أن القمر الأزرق العملاق لا يكون فعليًا لونه أزرقًا، إلا أن المصطلح مشتق من التعبير الإنجليزي “once in a blue moon” الذي يعني حدوث شيء نادر الحدوث.
وعندما يكون القمر الأزرق العملاق موجودًا، يترتب على قوة جاذبيته، نظرًا لقربه الشديد من الأرض، زيادة في مد وجزر البحر، وقد ينجم عن ذلك تداعيات سلبية محتملة. تشير بعض التوقعات إلى أن القوة الجاذبية الهائلة للقمر الأزرق العملاق قد تؤثر على المحيطات والبحار، وتسبب في زيادة في حدة المد والجزر وارتفاع منسوب المياه. قد تؤدي هذه التداعيات إلى حدوث فيضانات وفيضانات ساحلية في المناطق الساحلية، وتأثيرات سلبية على النظم البيئية البحرية.
علاوة على ذلك، قد يؤثر القمر الأزرق العملاق أيضًا على الظروف الجوية والطقس. يعتقد بعض العلماء أن زيادة قوة الجاذبية قد تؤثر على توزيع الهواء والرياح في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تغيرات في أنماط الطقس وزيادة في حدة العواصف والأعاصير.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذه التوقعات ليست مؤكدة بشكل قطعي، وأنها تستند إلى افتراضات ونماذج علمية. يتطلب الأمر إجراء المزيد من الدراسات والبحوث لتحديد الآثار الفعلية للقمر الأزرق العملاق وقوة جاذبيته.
بشكل عام، يعتبر القمر الأزرق العملاق ظاهرة فلكية جميلة ونادرة، ويستمتع الناس بمشاهدته وتصويره. ومع ذلك، يجب أن نكون على دراية بأن لهذه الظاهرة تأثيرات محتملة، وعلينا متابعة الأبحاث العلمية لفهمها بشكل أفضل وتقييم تأثيراتها على البيئة والطقس.