“فلورا” تطلق منصة ذكاء اصطناعي غير مسبوقة للمحترفين الإبداعيين
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

في عالم يتسارع فيه تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، تبرز شركة ناشئة تُدعى “فلورا” (Flora) بهدف إعادة تعريف كيفية تفاعل المحترفين الإبداعيين مع التكنولوجيا. بدلاً من الاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية التقليدية، تقدم فلورا واجهة بصرية مبتكرة تُعرف باسم “اللوحة اللانهائية” (Infinite Canvas)، مصممة خصيصاً لتمكين الفنانين والمصممين من تحقيق إبداعات غير مسبوقة.
ما الذي يجعل فلورا مختلفة؟
وفقاً لويبر وونغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فلورا، فإن معظم أدوات الذكاء الاصطناعي الحالية صُممت “بواسطة غير مبدعين لأشخاص غير مبدعين يشعرون بالإبداع”. لكن فلورا تهدف إلى تغيير هذه الصورة من خلال تقديم أداة قوية تمنح المحترفين الإبداعيين تحكماً كاملاً في عملية الإبداع، دون التضحية بالسهولة أو السرعة.
تدمج فلورا بين مزايا أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية والبرمجيات الإبداعية التقليدية، مما يوفر واجهة مرئية تسمح للمستخدمين بإنشاء نصوص وصور وفيديوهات بشكل تفاعلي. يمكن للمستخدمين البدء بكتابة أمر بسيط، مثل “اصنع صورة لزهرة”، ثم تطوير الفكرة بإضافة تفاصيل أو تعديلات، مع تتبع كل خطوة على اللوحة اللانهائية التي يمكن مشاركتها للعمل التعاوني.
التركيز على المحترفين الإبداعيين
رغم أن فلورا تهدف إلى أن تكون مفيدة لجميع الفنانين والمبدعين، إلا أنها تركز حالياً على وكالات التصميم المرئي. تعمل الشركة بشكل وثيق مع مصممي وكالة “بنتاغرام” (Pentagram) الشهيرة، لتطوير المنتج بناءً على ملاحظاتهم واحتياجاتهم.
ويهدف وونغ إلى تمكين المصممين من إنجاز أعمال إبداعية أكثر بكثير مما كانوا قادرين عليه في السابق. على سبيل المثال، يمكن لمصمم إنشاء شعار ثم توليد 100 نسخة مختلفة منه بسرعة، مما يوفر وقتاً وجهداً كبيرين.
رؤية وونغ: إعادة تعريف الإبداع بالتكنولوجيا
يأتي وونغ من خلفية تجمع بين الفن والتكنولوجيا، حيث عمل سابقاً كمستثمر في “مينلو فينتشرز” (Menlo Ventures)، قبل أن يقرر ترك الوظيفة لتحقيق شغفه بالإبداع التكنولوجي. انضم لاحقاً إلى برنامج الاتصالات التفاعلية في جامعة نيويورك، حيث طور مهاراته في استخدام التكنولوجيا لخلق الفن.
عند إطلاق نسخة تجريبية من فلورا في أغسطس الماضي، قرر وونغ تقديم المنتج من خلال مشروع فني يعرض تقنية الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي. تم عرض لقطات حية من كاميرا مثبتة على رأسه، مع إتاحة الفرصة للزوار لتعديل اللقطات باستخدام الذكاء الاصطناعي بعد التسجيل في قائمة الانتظار.
التحديات والطموحات المستقبلية
يعترف وونغ بوجود شكوك وانتقادات من بعض الفنانين حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن. ومع ذلك، يأمل في كسب ثقة “الفضوليين تجاه الذكاء الاصطناعي” (AI Curious)، وحتى إقناع “الكارهين للذكاء الاصطناعي” (AI Haters) بتجربة فلورا بسبب فائدتها الكبيرة.
كما يؤكد وونغ أن فلورا لا تقوم بتدريب نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، بل تعتمد على نماذج شركات أخرى، مع الالتزام بمعايير حقوق الملكية الفكرية.
التوفر والتسعير
لا تكشف فلورا عن تفاصيل التمويل، لكنها تحظى بدعم من “A16Z Games”. يتوفر المنتج مجاناً مع عدد محدود من المشاريع والمحتوى المُولد، بينما تبدأ الأسعار الاحترافية من 16 دولاراً شهرياً.
مع إطلاق فلورا، قد نشهد تحولاً جذرياً في كيفية تفاعل المحترفين الإبداعيين مع التكنولوجيا. هذه الأداة ليست مجرد منصة، بل هي رؤية جديدة لتمكين الإبداع البشري من خلال الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على التحكم الفني والجودة العالية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي