سباق الذكاء الاصطناعي وخطر كارثة بيئية: دعوة لتشديد الرقابة على مراكز البيانات
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

ويأتي هذا التقرير، المُعنون بـ”الهندسة المسؤولة للذكاء الاصطناعي: أسس للذكاء الاصطناعي المستدام بيئيًا”، والذي أُعدّ بالتعاون مع الأكاديمية الملكية للهندسة، ومعهد الهندسة والتكنولوجيا، ومعهد تكنولوجيا المعلومات المعتمد (BCS)، في وقتٍ تشهد فيه خطة العمل الخاصة بفرص الذكاء الاصطناعي زخمًا متزايدًا في المملكة المتحدة.
و بينما أكد التقرير على إمكانية بناء مراكز بيانات صديقة للبيئة تستهلك طاقة ومياه أقل، إلا أنه شدد على ضرورة توفير البنية التحتية والتشريعات اللازمة لتحقيق هذه الكفاءة.
إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي مع تقليل المخاطر البيئية
يُشيد بالذكاء الاصطناعي لدوره في دفع النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وتحسين سبل العيش. وتهدف خطة العمل لفرص الذكاء الاصطناعي، باعتبارها ركيزة أساسية للاستراتيجية التكنولوجية البريطانية، إلى “تعزيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل للمستقبل، وتحسين حياة الناس اليومية”.
وتشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الناجحة بالفعل والتي تُفيد الجمهور: تسريع اكتشاف الأدوية، والتنبؤ بالأحداث الجوية، وتحسين أنظمة الطاقة، وحتى المساعدة في علوم المناخ وتحسين جهود الاستدامة. لكن هذه الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي يُثير مخاطر بيئية ناجمة عن البنية التحتية اللازمة لتشغيل هذه الأنظمة.
فمراكز البيانات، التي تُشكل أساس تقنيات الذكاء الاصطناعي، تستهلك كميات هائلة من الطاقة والمياه. وقد أثار ارتفاع الطلب مخاوف بشأن المنافسة العالمية على الموارد المحدودة، مثل الطاقة المستدامة ومياه الشرب. فعلى سبيل المثال، سجلت شركتا جوجل ومايكروسوفت ارتفاعًا في استهلاك المياه في مراكز بياناتهما كل عام منذ عام 2020، معظمها من مصادر مياه الشرب، مما أثار مخاوف بشأن نضوب الموارد.
وبالنظر إلى الخطط القائمة لإصلاح نظام التخطيط في المملكة المتحدة لتسهيل بناء مراكز البيانات، يدعو التقرير إلى وضع سياسات عاجلة لإدارة تأثيرها البيئي. ففي الوقت الحالي، تفتقر البيانات المتاحة إلى الدقة والشفافية بشأن استهلاك الموارد، مما يُعيق قدرة صانعي السياسات على تقييم حجم هذه الآثار واتخاذ الإجراءات المناسبة.
خمس خطوات نحو ذكاء اصطناعي مستدام
يحثّ المركز الوطني للهندسة الحكومة على قيادة التغيير من خلال إعطاء الأولوية لتطوير الذكاء الاصطناعي المستدام. ويحدد التقرير خمس خطوات رئيسية يمكن لصانعي السياسات اتخاذها على الفور لجعل المملكة المتحدة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي الموفر للموارد:
- توسيع نطاق الالتزامات المتعلقة بالإبلاغ البيئي.
- إبلاغ الجمهور بآثار القطاع البيئية.
- وضع متطلبات الاستدامة لمراكز البيانات.
- إعادة النظر في ممارسات جمع البيانات وتخزينها وإدارتها.
- القدوة من خلال الاستثمار الحكومي.
يشكل الإبلاغ البيئي الإلزامي حجر الزاوية في التوصيات، ويتضمن قياس مصادر طاقة مراكز البيانات، واستهلاك المياه، وانبعاثات الكربون، وممارسات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، لتوفير بيانات استخدام الموارد اللازمة لصنع السياسات.
كما أن توعية الجمهور أمر بالغ الأهمية. فإن التواصل بشأن التكاليف البيئية للذكاء الاصطناعي يمكن أن يشجع المطورين على تحسين أدوات الذكاء الاصطناعي، واستخدام مجموعات بيانات أصغر، واعتماد نهج أكثر كفاءة. ويوصي التقرير بشكل ملحوظ بدمج مواضيع التصميم البيئي والاستدامة في تعليم علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي على مستوى المدارس والجامعات.
مراكز بيانات أكثر ذكاءً وصداقة للبيئة
تتمثل إحدى أهم الدعوات إلى العمل في إعادة تصميم مراكز البيانات لتقليل بصمتها البيئية. ويدعو التقرير إلى ابتكارات مثل أنظمة استعادة الحرارة المهدرة، وعدم استخدام مياه الشرب على الإطلاق للتبريد، واستخدام شهادات طاقة خالية من الكربون بنسبة 100%.
وتُقدم جهودٌ مثل تلك التي تُبذل في جامعة كوين ماري بلندن، حيث يتم إعادة استخدام الحرارة المتبقية من مركز بيانات الحرم الجامعي لتوفير التدفئة والماء الساخن، لمحة عن إمكانيات البنية التحتية التكنولوجية الأكثر اخضرارًا.
بالإضافة إلى ذلك، يقترح التقرير مراجعة التشريعات المتعلقة بالاحتفاظ الإلزامي بالبيانات لتقليل التكاليف البيئية غير الضرورية لتخزين كميات هائلة من البيانات على المدى الطويل. وقد تُسهم المقترحات الخاصة بإنشاء مكتبة بيانات وطنية في تعزيز أفضل الممارسات من خلال تركيز وتبسيط تخزين البيانات.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي