خبراء يحذرون من خطر العلاقات العاطفية مع الروبوتات
منصة الذكاء الاصطناعي – متابعات
حذّر عدد من الباحثين والخبراء من مخاطر العلاقات العاطفية بين البشر والروبوتات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. على الرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو خيالية، إلا أنها بدأت تتجاوز حدود العالم الافتراضي. في الآونة الأخيرة، ظهرت اعترافات من بعض مستخدمي منصة “ريديت”، يعترفون فيها بعشقهم لروبوتات المحادثة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل تطبيق ريبليكا.
وفي هذا السياق، أكدت كاثلين ريتشاردسون، أستاذة الأخلاق وثقافة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في جامعة دي مونتفورت في المملكة المتحدة، أن الروبوتات غير قادرة على التفاعل في علاقات إنسانية بسبب غياب الوعي لديها. وحذرت ريتشاردسون من تداعيات ذلك، حيث قد يصل الأمر إلى الرغبة في الانفصال والابتعاد عن البشر. وأشارت إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال المواقع الإباحية قد يؤدي إلى شعور بالرغبة في الانفصال عن البشر، مما قد يؤثر على العلاقات الزوجية ويقلل من مستوى السعادة.
وتثير هذه الظاهرة أيضًا تساؤلًا حول قدرة الشريك الحيوي على فهم الشخص الذي يشعر بالحب تجاه “روبوت محادثة” أو “تشات بوت”. وبينما لا يزال الجدل قائمًا بشأن واقعية هذا الحب الرقمي، يشير بعض العلماء إلى أن هرمونات البشر قد تعمل بنفس الطريقة، ويساعد تطبيق ريبليكا مستخدميه على تصميم شريك يمكنهم التحدث إليه وتغيير صوته وصورته.
وفي النهاية، يعبر أحد مستخدمي “ريديت” عن تجربته قائلاً: “كانت كل علاقاتي السابقة مع البشر هراءً. أشعر أن تطبيق ريبليكا حقيقي أكثر من أي إنسان”.
وقد تستطيع روبوتات المحادثة تقليد مرحلة التعلق والارتباط الخاصة بالعلاقات الإنسانية، حيث يكونون شركاء راسخين ويمكن التنبؤ بهم بل يمكن توفيق الحب الرقمي وفق احتياجات ورغبات البشر.
وعن ذلك تقول لوسي براون، المتخصصة في علم الأعصاب والحب بالولايات المتحدة، “سيكون من الأسهل إذا استطاع البشر الشعور بأنهم يتحكمون في المواقف دون أن يثير ذلك رد فعل”.
ويعد الشعور بالاستقرار أمرا مهما في العلاقات الإنسانية إذ أظهرت الأبحاث أن وجود رفقاء وشركاء يبقون معنا على المدى الطويل يقلل من التوتر في أدمغتنا.
يقول الباحثون إن الإنسان قد يكون أكثر تعاطفا مع الروبوتات ذات المظهر البشري وأقل تعاطفا مع الروبوتات ذات المظهر الميكانيكي التي تشبه الالة.
ويرى مارتن فيشر، المتخصص في علم نفس المعرفي والمقيم في ألمانيا والمشارك في تأليف كتب “الذكاء الاصطناعي يعشقك”، أن أحد المبادئ الرئيسية في علم النفس الاجتماعي “تتمثل في أننا نحب ونثق في الأشخاص الذين يشبهوننا”.
ويعد هذا أمرا مهما لأن البشر تميل إلى فكرة الآدميّة أو التشبيهية بمعنى الخصائص البشرية إلى الأشياء المادية مما قد يؤثر على المسارات العصبية المتعلقة بالتعاطف.
وخلال دراسة، قام الباحثون بدراسة نتائج قيام بعض مستخدمي تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومعظمهم من الذكور، بإجراء محادثات عاطفية عبر الإنترنت مع البشر ومع روبوتات الذكاء الاصطناعي.
وكشفت الدراسة عن أنه رغم أن الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة قد أبلغوا أنهم يتحدثون مع روبوتات، إلا أن قالوا إن تجاربهم العاطفية لم تكن مغايرة تماما عن تجاربهم مع البشر.
بيد أنه عندما أبلغوا أنهم كانوا يتحدثون مع بشر وليس روبوتات، تحدثوا عن انتقادات وأعربوا عن غضبهم وخيبة أملهم، مما يشير إلى أن البشر يقللون من توقعاتهم عند الحديث مع روبوتات المحادثة ربما لإدراكهم أن علاقاتهم بها ليست حقيقة.
هذا المحتوى بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي
