الذكاء الاصطناعي يحمي العلامات التجارية من شراكات المؤثرين المثيرة للجدل
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

تُعدّ شراكات المؤثرين وسيلة فعّالة لتعزيز المنتجات والخدمات، وتُحقق زيادةً ملحوظةً في وعي المستهلك وإيجابية انطباعه عن العلامة التجارية. لكن هذه الشراكات تحمل في طياتها مخاطر، خاصةً مع ميل بعض المؤثرين إلى إثارة الجدل لزيادة شهرتهم، وهو ما قد ينعكس سلباً على العلامات التجارية المتعاونة معهم. لذا، بات من الضروري إجراء فحص دقيق للمؤثرين قبل التعاون معهم. ولحسن الحظ، يُسهّل الذكاء الاصطناعي هذه العملية بشكل كبير.
أطلقت شركة “لايتريكس” (Lightricks)، المعروفة بأدواتها لتحرير الفيديوهات والصور المدعمة بالذكاء الاصطناعي، وحدة “سيف كولاب” (SafeCollab) الجديدة. هذه الوحدة، المدمجة ضمن منصة “بوبيلار بايز” (Popular Pays) للتعاون مع صناع المحتوى، تُمكّن المسوّقين من التحقق من المؤثرين آلياً.
تقليدياً، كان على المسوّقين قضاء ساعات طويلة في البحث عن سجلات المؤثرين، عبر مراجعة سنوات من المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي. وهذه عملية يدوية طويلة ومعقدة، لا يمكن أتمتتها إلا باستخدام أدوات ذكية. يوفر “سيف كولاب” هذه الذكاء من خلال نماذجه اللغوية الضخمة، التي تقوم بتحليل محتوى المؤثرين عبر منصات متعددة في دقائق معدودة، بدلاً من ساعات طويلة من البحث في الفيديوهات، والتسجيلات الصوتية، والصور، والنصوص.
يُقلل “سيف كولاب” بشكل كبير من الوقت اللازم لإجراء الفحص الدقيق للمؤثرين، كما يُسهّل على صناع المحتوى إظهار مدى ملاءمة تعاونهم مع العلامات التجارية، مما يقلل من تعقيدات الحملات التسويقية.
لا مجال للمخاطرة
يهدف “سيف كولاب” إلى تمكين المسوّقين من تجنب التعاون مع المؤثرين الذين لا يتوافق محتواهم مع قيم العلامة التجارية، أو الذين لديهم تاريخ في إثارة الجدل. فحتى المؤثرين الذين يبدو سلوكهم جيداً قد يخبئون مفاجآت غير سارة. مثال على ذلك، المؤثرة الشهيرة بروك سكوفيلد (Brooke Schofield)، التي لديها أكثر من 2.2 مليون متابع على تيك توك، والتي تشارك في تقديم بودكاست “Canceled” على يوتيوب. بسبب شهرتها، ومظهرها الجذاب، وحسّها المرهف في الموضة، بدت سكوفيلد خياراً مثالياً لعلامة “بويز لاي” (Boys Lie) للأزياء، التي تعاونت معها في مجموعة ملابس حصرية.
لكن “بويز لاي” سرعان ما ندمت على تعاونها مع سكوفيلد عندما اندلع جدل في أبريل بعد أن اكتشف المعجبون منشورات قديمة لها على منصة إكس (X) تعود إلى الفترة بين 2012 و 2015، وهي في سن المراهقة، تحتوي على ألفاظ عنصرية وشتائم مسيئة ضد السود. وفي إحدى المنشورات، دافعت بشدة عن جورج زيمرمان، الأمريكي الأبيض الذي برئ من تهمة قتل الشاب الأسود ترايفون مارتن.
اعتذرت سكوفيلد بشدة عن منشوراتها، معترفةً بأنها كانت “مؤذية للغاية”، مؤكدةً أنها تغيرت، وأنها “تعلّمت ونمت وشكلت آراءها الخاصة”. لكن “بويز لاي” قررت إنهاء تعاونها مع سكوفيلد. وبعد بيان على إنستغرام قالت فيه إنها “تعمل على حل”، سحبت الشركة بهدوء مجموعة الملابس التي تعاونت عليها سابقاً.
تسريع عملية الفحص الدقيق
لو كان لدى فريق التسويق في “بويز لاي” أداة مثل “سيف كولاب”، لكانوا اكتشفوا منشورات سكوفيلد المثيرة للجدل قبل بدء التعاون. تهدف هذه الأداة، التي تُعد جزءاً من منصة “لايتريكس” للتسويق عبر المؤثرين، إلى مساعدة العلامات التجارية على أتمتة عمليات الفحص الدقيق عند العمل مع صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.
من خلال تحليل سنوات من منشورات صناع المحتوى عبر منصات مثل إنستغرام، وتيك توك، ويوتيوب، يمكنها التحقق من كل ما نشروه للتأكد من عدم وجود أي شيء قد ينعكس سلباً على العلامة التجارية. يمكن للعلامات التجارية تحديد معايير المخاطر الخاصة بها، وستُولّد الأداة بسرعة تقييماً دقيقاً للمخاطر، بحيث يمكنهم اختيار المؤثرين الذين يرغبون في التعاون معهم بثقة، على علم بأن شراكاتهم لن تُثير أي ردود فعل سلبية.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي