مُؤلّفون يرفعون دعوى قضائية ضدّ “أنثروبيك” بسبب استخدام أعمالهم “المُقرصنة”
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة

رفعت ثلاث مُؤلّفين دعوى قضائية ضدّ شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “أنثروبيك”، مُزعمين أنّ الشركة استخدمت أعمالهم المُحمّاة بحقوق النشر دون إذن لتدريب نماذجها اللغوية “كلود”.
أودري بارتز وتشارلز غرايبر وكيرك والاس جونسون قدّموا شكوى في محكمة كاليفورنيا، مُتهمين “أنثروبيك” بـ”قرصنة” مادتهم المكتوبة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. يدّعي المُؤلّفون أنّ “أنثروبيك” قامت بتنزيل نسخ مُقرصنة من كتبهم من مواقع غير قانونية لاستخدامها كبيانات تدريب.
تُزعم الدعوى أنّ “أنثروبيك” “بنت أعمالًا بقيمة مليارات الدولارات عن طريق سرقة مئات الآلاف من الكتب المُحمّاة بحقوق النشر”. وتُشير إلى أنّ الشركة “تجاهلت حماية حقوق النشر” وشاركت في “سرقة واسعة النطاق للأعمال المُحمّاة بحقوق النشر” لتدريب نماذجها “كلود”.
لم تُصدر “أنثروبيك” تعليقًا جوهريًا على هذه المزاعم، واكتفت بالقول أنّها “على دراية” بالإجراء القانوني. تنضم هذه القضية إلى دعاوى قضائية مماثلة مُرفوعة ضدّ شركات ذكاء اصطناعي أخرى مثل “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” بشأن استخدام المواد المُحمّاة بحقوق النشر لتطوير نماذج لغوية كبيرة. وتُسلّط الضوء على التوترات المتزايدة بين مُنشئي المحتوى وشركات الذكاء الاصطناعي بشأن حقوق الملكية الفكرية.
وفقًا للشكوى، استخدمت “أنثروبيك” مجموعة بيانات تُسمّى “ذا بايل” لتدريب “كلود”. وتُزعم أنّ هذه المجموعة تضمّنت مجموعة من الكتب الإلكترونية المُقرصنة تُسمّى “بوكس 3″، والتي تضمّنت ما يقرب من 200,000 كتاب تمّ تنزيلها من مصدر غير مُصرح به.
يُجادل المُؤلّفون أنّ “أنثروبيك” كانت على دراية باستخدامها للأعمال المُحمّاة بحقوق النشر دون إذن. ويدّعون أنّ الشركة اتّخذت “قرارًا مُتعمّدًا لتوفير التكاليف والاعتماد على المواد المُسرقة لتدريب نماذجها” بدلاً من الحصول على تراخيص مناسبة.
تُشير الدعوى إلى أنّ أفعال “أنثروبيك” قد أضرّت بالمُؤلّفين من خلال حرمانهم من مبيعات الكتب وعائدات الترخيص. وتُزعم أنّ نماذج الذكاء الاصطناعي للشركة تُنافس الآن المحتوى المكتوب من قبل البشر، مما يُهدّد سبل عيش الكُتّاب.
للمُقارنة، تُعرّف “أنثروبيك” نماذجها “كلود” على أنّها منافسة لـ”تشات جي بي تي” من “أوبن إيه آي” وغيرها من روبوتات الدردشة البارزة للذكاء الاصطناعي. وقد جمعت الشركة مليارات الدولارات من التمويل وتُقدر قيمتها بأكثر من 18 مليار دولار.
يُجادل النُقّاد بأنّ شركات الذكاء الاصطناعي يجب أن تُعوّض المُؤلّفين والناشرين عن استخدام أعمالهم كبيانات تدريب. وقد بدأت بعض الشركات مثل “جوجل” في إبرام صفقات ترخيص مع منظمات الأخبار ومُقدّمي المحتوى الآخرين.
ومع ذلك، يُصرّ مُطوّرو الذكاء الاصطناعي على أنّ استخدام المواد المُحمّاة بحقوق النشر لتعلم الآلة يندرج تحت أحكام “الاستخدام العادل” لقانون حقوق النشر. ويُجادلون بأنّ نماذجهم لا تُعيد إنتاج نسخ دقيقة من نصوص التدريب.
يُثير هذا النقاش أسئلة قانونية وأخلاقية معقدة حول كيفية تطبيق حقوق النشر على تطوير الذكاء الاصطناعي. قد تحتاج المحاكم إلى تحديد ما إذا كان تدريب الذكاء الاصطناعي يُشكل انتهاكًا لحقوق النشر أو استخدامًا عادلًا مُحوّلًا.
بالنسبة للمُؤلّفين، تُمثّل الدعوى القضائية محاولة لفرض السيطرة على كيفية استخدام أعمالهم في تطوير الذكاء الاصطناعي. ويُجادلون بأنّ الشركات التي تُحقّق أرباحًا من الذكاء الاصطناعي يجب أن تُعوّض المُبدعين الذين جعلت مادتهم هذه التكنولوجيا ممكنة.
قد يكون لهذه القضية آثار كبيرة على صناعة الذكاء الاصطناعي إذا حكمت المحاكم بأنّ على الشركات الحصول على تراخيص لجميع المواد المُحمّاة بحقوق النشر المُستخدمة في التدريب. ومن شأن ذلك أن يُزيد من تكاليف وتعقيدات تطوير الذكاء الاصطناعي.
وقد ركّزت “أنثروبيك” على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي “آمنة وأخلاقية”. وقد وصف الرئيس التنفيذي للشركة الشركة بأنّها “تركّز على المنفعة العامة”. ومع ذلك، تُشكّل دعوى المُؤلّفين هذه الصورة، مُتهمة “أنثروبيك” ببناء أعمالها من خلال انتهاك حقوق النشر.
تُطالب الشكوى بأضرار قانونية عن انتهاك حقوق النشر المُتعمّد المزعوم وأمر قضائي لمنع “أنثروبيك” من الاستمرار في استخدام أعمال المُؤلّفين دون إذن.
مع نمو قدرات الذكاء الاصطناعي، من المرجّح أن تتفاقم المناقشات حول الملكية الفكرية. يُجادل مُنشئو المحتوى بأنّ عملهم يجب أن يكون مُحميًا ومُعوّضًا عنه، بينما تُصرّ شركات الذكاء الاصطناعي على الوصول إلى مجموعات بيانات واسعة لتحسين نماذجها.
قد تُساعد نتائج قضايا مثل هذه ضدّ “أنثروبيك” في تشكيل المشهد القانوني والتنظيمي لتطوير الذكاء الاصطناعي. وقد تُؤثّر على كيفية تعامل الشركات مع جمع بيانات التدريب وما إذا كان الترخيص الواسع النطاق سيصبح هو القاعدة.
في الوقت الحالي، تُضيف الدعوى القضائية إلى التحديات القانونية المتزايدة التي تواجهها شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى بشأن استخدامها للمواد المُحمّاة بحقوق النشر. ومع مُعاناة المحاكم مع هذه القضايا، قد يكون لحكمها آثار بعيدة المدى على مستقبل الذكاء الاصطناعي وإنشاء المحتوى.
تمّ رفع القضية باسم أندريا بارتز وآخرون ضدّ أنثروبيك بي بي سي، محكمة المقاطعة الأمريكية للمنطقة الشمالية من كاليفورنيا، رقم 3:24-cv-05417.
هذا المحتوى تمّ باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي