اكتشاف خلايا دماغية غريبة وفريدة تفتح آفاقًا جديدة في فهم الجهاز العصبي

منصة الذكاء الاصطناعي – متابعات

اكتشف فريق دولي من العلماء نوعًا جديدًا من الخلايا الدماغية المختبئة بين الخلايا العصبية والوحدات الداعمة لها، ما يفتح آفاقًا جديدة للبحث في فهم وظائف الجهاز العصبي. واكتشف العلماء أن هذا النوع الجديد من الخلايا يتمتع بخصائص فريدة تجمع بين دور الخلايا العصبية والخلايا النجمية في تقديم الدعم اللازم للأنسجة العصبية المحيطة بها.

توصلت الدراسة إلى أن الخلايا النجمية، التي اعتبرت سابقًا عبارة عن خلايا داعمة سلبية فقط للخلايا العصبية، قد تلعب دورًا نشطًا في الوظائف العصبية وتسهم في إطلاق الغلوتامات، الناقل العصبي الرئيسي في الدماغ. وقد استندت هذه الاكتشافات إلى العثور على خلية هجينة جذرية في أدمغة الفئران.

وعبر العلماء عن إعجابهم بهذا الاكتشاف الجديد، حيث أشار العالم أندريا فولتيرا من جامعة لوزان في سويسرا إلى أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا بحثية هائلة. ومن خلال تحليل تسلسل الحمض النووي الريبي (RNA) للخلايا النجمية، تم تحديد تسع مجموعات متميزة من الخلايا النجمية المختصة في حصين الدماغ، بما في ذلك المجموعة رقم 7 التي تمتاز بقدرتها على تعبئة وإطلاق الغلوتامات في نقاط ساخنة دقيقة تشبه المشابك العصبية.

وفي ضوء هذه النتائج، أعربت عالمة الأعصاب روبرتا دي سيجليا من جامعة UNIL عن أهمية هذه الخلايا في تعديل نشاط الخلايا العصبية والتحكم في مستوى الاتصال وإثارة الخلايا العصبية. وأظهرت دراسة تعطيل هذه الخلايا آثارًا سلبية على الذاكرة لدى الفئران. ومن المحتمل أن هذا النوع الجديد من الخلايا الدماغية يلعب دورًا في العديد من الوظائف العصبية الأخرى التي لم يتم بعد فهمها بشكل كامل.

تعد هذه الاكتشافات خطوة هامة في فهم تركيبة ووظائف الجهاز العصبي، وقد تفتح آفاقًا جديدة في الأبحاث المتعلقة بأمراض الدماغ واضطراباته. قد يؤدي فهم تلك الخلايا الجديدة إلى تطوير استراتيجيات علاجية جديدة لأمراض مثل الزهايمر والشلل الرعاش والصرع، حيث يمكن استهدافها لتحسين وظائف الجهاز العصبي.

مع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الخصائص الدقيقة والوظائف المحددة لهذه الخلايا الدماغية الجديدة. ومن المهم أيضًا تحديد ما إذا كانت توجد في أدمغة البشر وما هو الدور الذي تلعبه في الوظائف العصبية لدينا.

بشكل عام، فإن هذا الاكتشاف المذهل يظهر أهمية الأبحاث المستمرة في مجال العلوم العصبية وتطور تقنياتنا في فهم الدماغ. قد يكون لهذه الاكتشافات الجديدة تأثير كبير على المجال الطبي وعلاج الأمراض العصبية في المستقبل.

هذا المحتوى بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي