الولايات المتحدة تشدّد القبضة على استثمارات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي المتجهة إلى الصين
بوابة الذكاء الاصطناعي - وحدة المتابعة
في خطوة تزيد من حدة العلاقات التوترة بين الولايات المتحدة والصين، تقدمت إدارة الرئيس بايدن بخطط لتقييد الاستثمارات الأمريكية في القطاعات التكنولوجية الرئيسية بالصين. هذا القرار، الذي أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية، أثار ردًا حادًا وسريعًا من بكين، مما يسلط الضوء على التباعد المتزايد بين أكبر اقتصادين في العالم.
تركز القواعد المقترحة على الحد من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والأشباه الموصلة، وتمثل أحدث مناورة في ما يُعرف بـ “الحرب الباردة التكنولوجية”. تهدف هذه القيود إلى منع الصين من المضي قدمًا في التكنولوجيات الحرجة للأمن القومي، وخاصة تلك ذات الاستخدامات العسكرية المحتملة.
ردت وزارة التجارة الصينية بـ “قلق شديد ومعارضة حازمة”، متهمة الولايات المتحدة بتسييس وإساءة استخدام قضايا التجارة والتجارة. ناشدت الوزارة الولايات المتحدة “احترام قواعد اقتصاد السوق ومبدأ المنافسة العادلة”، وطالبت بإلغاء القواعد المقترحة وتحسين العلاقات الاقتصادية.
يُظهر رد الفعل القوي للحكومة الصينية مدى أهمية هذه القيود. تنظر بكين إليها على أنها محاولة لإعاقة التقدم التكنولوجي والتنمية الاقتصادية للصين، وهو ادعاء وجهته ضد واشنطن في السنوات الأخيرة. ذهبت الوزارة إلى أبعد من ذلك، مؤكدة أن الخطوة الأمريكية “ستضغط على التطور الطبيعي لصناعة الصين” وتعطل “الأمن والاستقرار” للسلاسل الإمدادية العالمية.
هذا التطور الأخير هو جزء من نمط أوسع من التنافس التكنولوجي المتزايد بين الولايات المتحدة والصين. بدأ النزاع التجاري في عام 2018 في ظل إدارة الرئيس ترامب وأسفر بالفعل عن فرض رسوم جمركية كبيرة على كلا الجانبين. علاوة على ذلك، اتخذت الولايات المتحدة خطوات لتقييد أنشطة العديد من شركات التكنولوجيا الصينية داخل حدودها، وشجعت الشركات العالمية على الحد من أعمالها في الصين.
تتسم هذه القيود بنطاق شامل، حيث تغطي مختلف أنواع الاستثمارات، بما في ذلك الاستحواذات على الأسهم والتمويل بالديون المعينة والمشاريع المشتركة وحتى بعض استثمارات الشراكة المحدودة في صناديق الاستثمار المجمعة غير الأمريكية. ومع ذلك، تتضمن المقترحات استثناءات، مثل الاستثمارات في الشركات المُدرجة علنًا وعمليات الاستحواذ الكامل، ربما لتوازن بين مخاوف الأمن القومي والحفاظ على بعض مستوى من المشاركة الاقتصادية.
إن التركيز على الذكاء الاصطناعي في هذه القيود مثير للاهتمام بشكل خاص. عبرت الإدارة الأمريكية عن مخاوفها بشأن تطوير الصين لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لأهداف الأسلحة والمراقبة الشاملة، مما يسلط الضوء على الطبيعة ذات الاستخدامين المزدوجين لهذه التكنولوجيا والاعتبارات الأخلاقية المحيطة بتطويرها.
قد تؤدي هذه القيود إلى مزيد من التباعد بين النظامين التكنولوجيين الأمريكي والصيني، مما قد يعجل من جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي. علاوة على ذلك، قد تكون لهذه القيود تأثيرات متسلسلة على التعاون الدولي في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، مما قد يبطئ التقدم في جميع أنحاء العالم.
من منظور جيوسياسي، ستؤدي هذه الخطوة إلى تعقيد العلاقات الأمريكية الصينية بشكل أكبر، والتي تعاني بالفعل من نزاعات تجارية وشواغل حقوق الإنسان. قد تدفع هذه الخطوة الدول الأخرى أيضًا إلى إعادة النظر في سياساتها بشأن الاستثمارات التكنولوجية والمشاركة المعرفية مع الصين.
سيكون التحدي أمام إدارة بايدن هو حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي بفعالية دون إعاقة الابتكار أو إلحاق ضرر اقتصادي مفرط. يضيف ادعاء الصين بحقها في اتخاذ تدابير مضادة طبقة أخرى من عدم اليقين إلى موقف معقد بالفعل. قد يكون رد فعل بكين له تداعيات كبيرة على التجارة العالمية والتطور التكنولوجي.
هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي