“التركيز على مخاطر الذكاء الاصطناعي: محاذير حاضرة وتحديات مستقبلية”
منصة الذكاء الاصطناعي – متابعات
يطغى في الأوساط العلمية والصناعية حاليًا الحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي وتحدياته المستقبلية، وذلك للتركيز على العواقب الوشيكة لهذه التكنولوجيا الناشئة. وفقًا لخبير رائد في هذا المجال، فإن الانشغال بمخاطر السيناريوهات الكارثية والأحداث الكارثية التي يمكن أن يتسبب بها الذكاء الاصطناعي يعد إلهاءً عن التركيز على المخاطر المباشرة والتحديات العملية التي تواجهنا حاليًا.
وأكد إيدان جوميز، المعد المشارك لورقة بحثية ساهمت في تطوير تكنولوجيا روبوتات الدردشة، أنه يجب على الجهات المعنية “دراسة ومتابعة” المخاطر طويلة الأجل المرتبطة بتهديدات الذكاء الاصطناعي للبشرية، ولكن ينبغي أيضًا عدم تجاهل المخاطر المباشرة التي قد تظهر في وقتنا الحاضر.
وأضاف جوميز أن الذكاء الاصطناعي، والذي يتعلق بأنظمة الكمبيوتر التي تستطيع أداء المهام المشابهة للكائنات الذكية، قد استخدم بالفعل على نطاق واسع في مجموعة متنوعة من المجالات. ومن الضروري أن تركز قمة النقاش الحالية على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد تحقيق إنجازات مذهلة مثل روبوتات الدردشة مثل ChatGPT ومولدات الصور مثل Midjourney، التي أدهشت الجمهور بقدرتها على إنتاج نصوص وصور ذات معقولية تامة عن طريق طلبات بسيطة.
وأكد جوميز أن التحدي الرئيسي يتمثل في التعامل مع انتشار المعلومات المضللة والمعلومات الغير صحيحة عبر الإنترنت. فنماذج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنشاء وسائط مقنعة للغاية، وتصعب تمييزها عن النصوص أو الصور أو المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة البشر. وهذا يتطلب تدخلاً عفعال من الجهات المعنية لتطوير آليات وأدوات لكشف ومكافحة هذه المعلومات المضللة.
وتشير الدراسات إلى أن هناك عدة تحديات أخرى تنتظرنا في المستقبل فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك قضايا الخصوصية والأمان وتأثيره على سوق العمل. قد يؤدي تطور الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات جذرية في طرق العمل والتوظيف، وقد يتم استبدال بعض الوظائف التقليدية بالأتمتة، مما يتطلب تكييف القوى العاملة وتطوير مهارات جديدة للتكنولوجيا القادمة.
من جانب آخر، تتسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي في زيادة استهلاك الطاقة، حيث تتطلب معالجة كميات ضخمة من البيانات والحسابات الرياضية المعقدة. يجب أن نكون على دراية بتأثير هذا الاستهلاك الزائد للطاقة على التغير المناخي والبيئة، ونعمل على تطوير تقنيات أكثر كفاءة ومستدامة من الناحية البيئية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نناقش أيضًا قضايا أخلاقية تتعلق بالذكاء الاصطناعي، مثل المسائل المتعلقة بالتحكم البشري والتمييز والعدالة. يمكن للتكنولوجيا أن تعزز التفاوتات الاجتماعية وتزيد من الظلم إذا لم تتم مراعاة هذه القضايا بعناية.
باختصار، يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا لمخاطر الذكاء الاصطناعي وتحدياته، سواء كانت محاذير حاضرة أو تحديات مستقبلية. يتطلب الأمر تعاونًا واسع النطاق بين الباحثين والمهندسين وصناع القرار والجمهور العام لتطوير سياسات وإطار عمل متوازن يعزز الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي ويقلل من المخاطر.
و بحسب الجارديان تتمحور المخاوف بشأن التهديد الوجودي من الذكاء الاصطناعي حول احتمال ظهور ما يسمى بالذكاء الاصطناعي العام – وهو مصطلح يشير إلى نظام ذكاء اصطناعي قادر على تنفيذ مهام متعددة على مستوى الذكاء البشري أو فوق مستوى الذكاء البشري – والذي يمكنه من الناحية النظرية أن يكرر نفسه، أو يتجنب سيطرة الإنسان واتخاذ القرارات التي تتعارض مع مصالح الإنسان.
وأدت هذه المخاوف إلى نشر رسالة مفتوحة في شهر مارس، وقعها أكثر من 30 ألف متخصص وخبير في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك إيلون ماسك، تدعو إلى التوقف لمدة ستة أشهر في تجارب الذكاء الاصطناعي العملاقة.
هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي