اكتشاف علمي بشأن وجود الأكسجين في الغلاف الجوي للزهرة
منصة الذكاء الاصطناعي – متابعات
تمكن فريق من الباحثين الألمان من اكتشاف أدلة قوية تفيد بوجود الأكسجين في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة. وبعد أن تم الكشف عن وجود الأكسجين في الجهة الليلية للكوكب سابقًا، توصل الباحثون لأول مرة إلى اكتشافه في الجهة النهارية أيضًا. وتشير النتائج التي نُشرت في المجلة العلمية Nature إلى وجود طبقة من الأكسجين الذري في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة. يتلاشى الأكسجين بين تيارين قويين للرياح في الغلاف الجوي، حيث يتواجد التيار الأول فوق سطح الكوكب بارتفاع يزيد عن 70 كيلومترًا ويتحرك باتجاه معاكس لدوران الزهرة، في حين يتواجد التيار الثاني فوق سطح الكوكب بارتفاع يزيد عن 120 كيلومترًا ويتحرك باتجاه دوران الكوكب.
حسب صحيفة ميركور الألمانية، التي تناولت الموضوع أيضًا، تظهر الزهرة والأرض تشابهًا ملحوظًا فيما يتعلق بالحجم والعمر، ويُفترض أنهما نشأتا من نفس المواد. ومع ذلك، تبرز اختلافات هامة بينهما، حيث تُعتبر الأرض موطنًا للحياة بفضل وجود محيطات مائية سائلة تعج بالحياة، في حين يعاني الكوكب الزهرة من غلاف جوي يحيط به غطاء سحابي كثيف يتكون من غازات مثل ثنائي أكسيد الكربون والنيتروجين. ونتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري المتسارعة، فإن الزهرة تعتبر بيئة غير ملائمة للحياة.
ومن خلال استخدام “مرصد الأشعة تحت الحمراء” SOFIA، تمكن الباحثون من رصد الأكسجين على الزهرة، وعلى الرغم من أن كثافة الأكسجين هناك أقل بحوالي عشرة أضعاف من كثافته على الأرض، إلا أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم التطورات الفريدة بين الكوكبين الشقيقين. ومن المتوقع أن تساهم هذه البيانات في تطور الباحثون فهمنا للتاريخ الجيولوجي والتطور الجوي للزهرة، بما في ذلك تأثير الرياح والتيارات الجوية على توزيع الغازات في الغلاف الجوي للكوكب.
يعتبر الأكسجين أحد المكونات الأساسية للحياة على الأرض، ولذلك يعد الاكتشاف المتعلق بوجود الأكسجين على الزهرة مهمًا جدًا للعلماء والباحثين. فهم توزيع وتفاعل الغازات في الغلاف الجوي للكواكب الأخرى يمكن أن يساعدنا في فهم قابلية وجود الحياة في الكواكب الأخرى أو تطور الكواكب على مر الزمن.
مع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات إضافية. ومن المرجح أن يتطلب البحث المستقبلي المزيد من الدراسات والملاحظات لفهم تأثير وجود الأكسجين على البيئة والتطور الجوي للزهرة.
على الرغم من أن هذا الاكتشاف قد يكون مثيرًا للاهتمام، إلا أنه لا يعني بالضرورة وجود الحياة على الزهرة. فالظروف القاسية في الزهرة، مثل درجات الحرارة المرتفعة والضغط الجوي العالي، تجعل من الصعب وجود الحياة كما نعرفها. ومع ذلك، يمكن لهذا الاكتشاف أن يساهم في تحسين فهمنا للكواكب الأخرى وعمليات التطور الكونية بشكل عام.
هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الاصطناعي